عقد وجهاء وأعيان المخيمات الفلسطينية في الشمال السوري مؤتمراً صحفياً لتوضيح موقفهم من قرار حركة حماس الأخير بإعادة علاقاتها مع نظام الأسد.
واعتبر القائمون على المؤتمر أن موقفهم يمثل موقف عامة الشعب الفلسطيني الرافض لما وصفوه بالتطبيع مع نظام الأسد.
وقال المنظمون إن حركة حماس "تسير في الطريق الخطأ وتنحرف عن نهج قاداتها الأوائل كأحمد ياسين والرنتيسي وغيرهم، وتضع يدها بيد قاتل السوريين والفلسطينيين"، ووجهوا لها دعوة للعودة لمسارها الصحيح "كحركة نضال عالمية ضد الاحتلال".
وذكّر المشاركون بجرائم النظام السوري بحق الشعب الفلسطيني عامة والمقاومة الفلسطينية في لبنان، وما ارتكب بحقهم من مجازر كمجزرة تل الزعتر وغيرها فيما مضى، ومجزرة حي التضامن الدمشقي التي تكشفت أسرارها مؤخراً.
وعرض المنظمون أعداد الفلسطينيين ممن قتلوا واعتقلوا على يد نظام الأسد منذ اندلاع الثورة السورية وهي:
- أكثر من ألفي قتيل
- أكثر من 15 ألف جريح
- 4 آلاف معتقل من الرجال
- 90 معتقلة من النساء
- 800 معتقل من الأطفال
- تدمير 5 مخيمات أبرزها اليرموك في دمشق وحندرات في حلب
وشدد الحضور على أن التطبيع مع نظام الأسد جريمة لا تقل عن جريمة التطبيع التي ترتكبها بعض الحكومات العربية بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأشاروا إلى أنهم استنفذوا الأعذار لحركة حماس التي كانت تبرر علاقاتها بإيران بالحاجة والضرورة، حيث إنه "لا حاجة ولا ضرورة للتعامل مع نظام الأسد المنهك والذي لا يستطيع مساعدة نفسه".
وأكد رئيس "مكتب العلاقات العربية والإسلامية" في حركة حماس خليل الحية، الثلاثاء الفائت، صحة الأنباء التي تحدثت عن سعي الحركة للتطبيع مع النظام السوري، وذلك بعد عشر سنوات من مقاطعته بسبب معارضتها لحربه ضد السوريين عقب اندلاع الثورة.
وقال "حية"، في تصريح لجريدة "الأخبار" اللبنانية، إن مؤسسات الحركة "أقرّت استعادة العلاقة مع دمشق"، مبيناً أن نقاشات داخلية وخارجية جرت على مستوى حماس من أجل حسم الموضوع.
وأضاف: "بخلاصة النقاشات التي شاركت فيها قيادات وكوادر ومؤثرون، وحتى المعتقلون داخل السجون، تم إقرار السعي من أجل استعادة العلاقة مع دمشق"، من دون ذكر تفاصيل إضافية.
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت في وقت سابق عن "مصدرين مسؤولين في الحركة" قولهما إن "الطرفين (حماس والنظام السوري) عقدا لقاءات على مستويات قيادية عليا لتحقيق ذلك".
وأشار المصدران حينئذٍ إلى أن حماس "اتخذت قراراً بالإجماع لإعادة العلاقة مع النظام السوري".
من جهتها نفت مصادر فلسطينية، لموقع "تلفزيون سوريا"، وجود إجماع داخل حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يخص إعادة العلاقات مع نظام الأسد بعد قطيعة استمرت لأكثر من عشر سنوات، إبان رفض الحركة قمع الشعب السوري على يد النظام.
وأكّدت مصادر (فضلت عدم ذكر اسمها)، اليوم الأربعاء، أن حركة حماس منذ انطلاق الثورة السورية كان فيها خطان، أحدهما يدعم الثورة السورية، والآخر يرى ضرورة الابتعاد عن ذلك والبقاء في الخط الإيراني.
وأضافت أن ورود كلمة "إجماع" غير دقيقة البتة، حيث إن الخلاف بشأن الثورة السورية قديم داخل الحركة، وإخراجه عبر مصادر سرية إلى وكالة "رويترز" يؤكد أن هناك خلافاً على ذلك.
ولم تستبعد المصادر أن تكون التصريحات صحيحة، مشيرة إلى أنها قد تكون جس نبض للشارع الفلسطيني خصوصاً في غزة، إلى جانب تداعيات ذلك داخل الحركة انتقالاً إلى الخطوة التالية في إعلان رسمي لذلك، وقد تفشل ويعلن نفي الأمر في الوقت الحالي على الأقل.