icon
التغطية الحية

الفلبين تتعهد بإعادة مواطناتها المعتدى عليهن في سوريا

2021.01.27 | 09:20 دمشق

teodoro_locsin_jr._facing_the_commission_on_appointments-november-28-2018-02.jpg
وزير الشؤون الخارجية الفلبيني تيودورو لوكسين جونيور - الإنترنت
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تعهّدت وزارة الخارجية الفلبينية بإعادة جميع العاملات الفلبينيات اللواتي أجبرن على السفر إلى سوريا، وتعرضن هناك للانتهاكات والاعتداء الجنسي.

وقال وزير الشؤون الخارجية الفلبيني، تيودورو لوكسين جونيور، في بيان أمس الثلاثاء، إن وزارته "أرسلت فريقاً لتحضير التأشيرات وإعادة جميع العاملات في أسرع وقت"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلبينية.

وفي تغريدة على حسابه على موقع "تويتر"، أشار الوزير الفلبيني إلى أنه سيلتقي مع مجموعة من الأفراد المطلعين لمعالجة هذه القضية، مؤكداً أنه "لن ينجو أحد مهما كان نفوذه، سأحمي أخواتنا المسلمات بأي ثمن".

 

 

وكشف تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، عن تعرّض عشرات الفلبينيات اللواتي تم جلبهن للعمل في الإمارات لعمليات اتجار بالبشر، تم بموجبها تهريبهن إلى سوريا للعمل كخادمات.

وبحسب التقرير الذي ترجمه موقع "تلفزيون سوريا"، فإن العاملات الفلبينيات تعرّضن لعنف جسدي وجنسي من قبل أصحاب العمل، كما حرمن من رواتبهن التي وعدن بتقاضيها، وفق مقابلات أجرتها الصحيفة مع 17 امرأة منهن.

وقالت الصحيفة إنه يتم حبس العاملات الفلبينيات في معظم الأحيان داخل منازل أصحاب العمل، ومنهن من تمكنت من الهرب واللجوء إلى السفارة الفلبينية في دمشق، وذكرت إحداهن بأن قرابة 35 عاملة تبحثن عن مأوى لها اليوم، دون أن تستطيع العودة إلى بلدها.

وعن تجربتها، قالت فلورديليزا أريجولا، 32 عاماً، والتي تعيش في سوريا منذ عام 2018، "صفعني رب العمل وضرب رأسي بالجدار، ثم هربت لأنه لم يعطني راتبي طوال تسعة أشهر، إذ انتظرته حتى نام، فتسلقت الجدار، وكان لدي بعض المال لأستأجر سيارة تُقلّني إلى السفارة".

إلا أن اللجوء إلى السفارة الفلبينية لم يكن بأفضل للعاملات الفلبينيات مما كن فيه، حيث أكدن أنهن لم يحظين بالترحيب الذي تمنينه في ذلك الملاذ الآمن.

كما أن بعض موظفي السفارة صارمون، إذ ثمة عقاب شائع للمخالفات الصغيرة مثل سرقة مزيد من الطعام من المطبخ، وهو الحرمان من وجبة الإفطار لمدة أسبوعين. كما أن الغرف التي يقمن بها تشبه المهاجع، وهي باردة في الشتاء، وفيها تحبس النساء كل ليلة.

ولمنع أي منهن من نقل شكواها لأسرتها حول ظروف العيش في السفارة، تمت مصادرة هواتف النساء، وتقول إحدى السيدات "لم نتمكن من التواصل مع عائلاتنا طوال خمسة أشهر تقريباً، وذلك لأن السفير أخذ هواتفنا منا فبتنا وكأننا نقيم في سجن".

 

اقرأ أيضاً: من دبي إلى دمشق.. فلبينيات يتحدثن عن اغتصاب وحبس في سوريا

 

من جهتها، قالت وزارة الخارجية إنها "أخذت مزاعم إساءة معاملة العاملات الفلبينيات على أيدي موظفي السفارة بجدية"، مشيرة إلى أنه تم التحقيق إداريا مع موظفين في السفارة، وتم تعيين محام لحقوق الإنسان لمزيد من البحث في القضية.

وحذّر وزير الخارجية لوكسين من أن "الجحيم قادم بالنسبة لموظفي السفارة الذين من المفترض أنهم لم يبلغوا المكتب المركزي لوزارة الخارجية في الفلبين عن الانتهاكات المزعومة".

ولم تقدم وزارة الشؤون الخارجية الفلبينية حتى الآن تفاصيل دقيقة حول موعد إعادة العاملات الفلبينيات، إلا أن السفارة قالت إن المحادثات جارية مع أصحاب العمل لتأمين تأشيرات الخروج بهن، كما تعمل على إنهاء وثائق مختلفة تطلبها حكومة النظام في دمشق، مثل دفع رسوم التأشيرات وغرامات الإقامة ورسوم الضمان الاجتماعية ورسوم القضاء.

 

 

سوريا من أعلى البلدان خطراً في مؤشر العبودية الحديثة

وكانت "منظمة العمل الدولية" قدّمت معلومات صادمة حول العبودية الحديثة وأشكالها، وبحسب إحصائيات أجريت في العام 2016، يوجد أكثر من 40.3 مليون إنسان في العالم ضحايا للعبودية الحديثة، منهم 25 مليون إنسان يعملون قسرياً بنظام السخرة، و5 ملايين يُستغلون في الدعارة والجنس القسري.

وتوضح الإحصائيات أن العبودية الحديثة أشد وطأة على النساء والفتيات، حيث يمثلن نحو 71 % من إجمالي ضحاياها بتجارة البشر، كما تمثل النساء 99 % من ضحايا تجارة الجنس، و84 % من ضحايا الزواج القسري.

وتجارة البشر تأتي بالمركز الثالث عالمياً في سلم أكثر التجارات المربحة بعد تجارة المخدرات وتجارة السلاح، وتقدر حجم تجارة البشر بنحو 32 مليار دولار سنوياً، منها 18 مليار تأتي من تجارة الجنس، وتقدر عدد ضحاياها بنحو 20 مليون شخص.

ومن خلال مؤشر العبودية العالمي، صنّفت سوريا الأعلى عربياً في معدل انتشار العبودية الحديثة، وأعلى عدد مطلق لعدد ضحاياها، حيث يمثّلون ما نسبته 76 % من ضحايا العبودية الحديثة في المنطقة، ويصل عدد ضحايا العبودية الحديثة في الدول العربية إلى نحو 529 ألف إنسان، بمعدل 1% من إجمالي عدد العبيد في العالم، يخضع نحو 67% منهم للعمل بالإكراه، ونحو 33% للزواج القسري، مقسمين على 11 دولة عربية أبرزها سوريا والإمارات.

وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية وبلدان أوروبا الغربية واليابان في صدارة الدول المستقبلة للبشر المستَغلين في تجارة الجنس، ويأتي أغلب الضحايا من بلدان العالم النامي في آسيا وأفريقيا وشرق أوروبا.

 

 

اقرأ أيضاً: سوريا ضمن الأعلى تصنيفاً.. العبودية الحديثة تزدهر كل يوم