تستمر روسيا بتجنيد الشبان السوريين في محافظة دمشق وريفها، ومحافظات أخرى للقتال إلى جانب قوات حفتر في ليبيا ضد حكومة الوفاق الوطنية.
وتقول زوجة أحد المتطوعين "أم أحمد" فضّلت استخدام اسم مستعار لأسباب أمنية في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا إن مركزاً أنشأه الروس في منطقة الدويلعة دفع لزوجها مبلغ 600 ألف ليرة سورية للتطوع معهم مع إعطائه وعوداً بإكمال باقي مستحقاته في خلال فترة تطوعه على دفعات.
وتضيف الزوجة، أن الفقر والحاجة دفعت بزوجها للتطوع والقتال إلى جانب قوات حفتر في ليبيا فبعد تنقله بين عدة مهن وعدم مقدرته على تأمين قوت عائلته اضطر للتطوع في صفوفهم.
بدوره، يقول شقيق أحد المتطوعين في صفوف قوات حفتر، لقب نفسه أحمد أن شقيقه أنهى خدمته العسكرية في صفوف قوات النظام بعد سبع سنوات وعندما انتهى منها حاول البحث عن عمل يعيله فلم يجد فنصحه أحد أصدقائه بالتطوع بالمراكز التي أنشأتها روسيا في العاصمة دمشق وعلى أطرافها، فتطوع فعلاً في مركز "خربة الورد" التابعة لناحية ببيلا.
ويضيف أحمد أنه مطلوب من المتطوع إبراز شهادة الخدمة العسكرية وفحص طبي ومن ثم يتم توقيع المتطوعين على عقد مؤقت لمدة ستة أشهر مع سلفة نقدية تبلغ 600 ألف ليرة سورية قبل أن ينقلوهم إلى أحد مراكز التدريب لتحضيرهم للسفر إلى ليبيا.
أما أسباب التطوع ودوافعه، فيرى البعض من سكان دمشق أن الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها المدنيون في مناطق سيطرة النظام دفعهم للالتحاق بمثل هذه الميليشيات كان بدايتها في ميليشيا الدفاع الوطني والميليشيات الإيرانية حتى ساء الوضع لديهم فذهب قسم منهم إلى التطوع المأجور للقتال إلى جانب قوات حفتر في ليبيا.
وتبرر زوجة أحد المتطوعين ما فعله زوجها بالانخراط في هذه الميليشيات أن زوجها عجز عن تأمين حياة كريمة لأولاده والحياة بهذا الحال باتت مستحيلة وربما يقتل في ليبيا لكنهم يفضلون الموت على البقاء بحاجة دون حيلة.
وفي المقابل، هناك من لا يقبل بهذا المنطق ويعتبره انتهازياً ويقدم خدمة لنظام الأسد. يقول إسماعيل شاب دمشقي يعمل سائقاً بدمشق إن "هناك الكثير من العاطلين عن العمل بإرادتهم ومن لا يريد أن يعمل أو بعض من كانوا متطوعين في الميليشيات التي تم حلها وتعودوا على القتل والسرقة، وحتى الفقر لا يبرر أن يكون مرتزقاً لأن هذه الصفة باتت تطلق على أغلب السوريين".