أفادت مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا بأنَّ جرف السيول لأسطوانات الغاز من معمل سنجوان ومستودعاته في اللاذقية، كان مقصوداً عبر فتح البوابات وتسهيل خروجها، بقصد التغطية على فساد وسرقات حدثت مؤخراً.
وأكدت المصادر، بأنَّ المعمل يقع في منطقة غير منخفضة قريبة من هضبة جبلية ويبعد 500 متر تقريباً عن مجرى نهر الكبير الشمالي الذي جرف أسطوانات الغاز، عدا عن الدوار الفاصل بين مجرى النهر والمعمل.
وأضافت أنََّ غزارة الأمطار والسيول المتشكلة وإنَّ كان لها دور فيما حدث داخل وحدة تعبئة الغاز التي دخلتها السيول، إلا أنَّ هذه الأسطوانات المخزّنة في مستودعات المعمل، لا يمكن أنَّ تخرج بهذا الشكل من دون فتح بوابات المستودعات المعدنية.
وأوضحت المصادر أنَّ المعمل كان يعاني من نقص في عدد الإسطوانات العائدة له، فضلاً عن شكاوى سابقة على وزن الأسطوانة بعد التعبئة، أدت إلى إقالة مدير "سادكوب" السابق علي علي، بداية العام الجاري.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه "في كل عام يتكرّر ما حدث، منذ أيام، لكن الفارق أن الحدث الأخير كشف عن كم الفساد في المعمل الممتلىء بالأسطوانات المخزّنة".
وتابعت: "الجرد نهاية العام المنصرم والذي جرى مؤخراً، كشف عن وجود فساد كبير ونقص في عدد الأسطوانات، وهو ما شكّل حافزاً لدى مسؤولي المعمل لاستغلال العوامل الجوية والأمطار الغزيرة، بهدف تغطية النقص والسرقات والهدر".
وما حدث يوم السبت الفائت في معمل غاز سنجوان يتكرر بشكل شبه سنوي بحجة الأمطار والعواصف الجوية، إذ توقف عن العمل عام 2019، وفي العام 2020 أدّت السيول حينذاك إلى جرف ألفي أسطوانة من الغاز في اللاذقية مسافة ثلاثة كيلومترات من دون اتخاذ مسؤولي المعمل أي إجراءات وقائية للمشكلة التي تكرّرت مؤخّراً.
ويوم الأحد الفائت، زعمت وزارة النفط في حكومة النظام، أنَّ 744 أسطوانة غاز ما تزال مفقودة من جراء مياه السيول التي جرفتها إلى خارج وحدة تعبئة الغاز، تزامناً مع استدعاء مجلس محافظة اللاذقية، غواصين للبحث عن الأسطوانات المفقودة.
النظام السوري يحتكر مادة الغاز
وشكّلت حادثة جرف مئات أسطوانات الغاز في اللاذقية حرجاً للنظام السوري، إذ كشفت تعمّده احتكار المادة وتخزينها، رغم شحها في الأسواق واضطرار السكّان للوقوف على الطوابير من أجل الحصول على أسطوانة غاز ممتلئة.
وفي تبريره للأمر، زعم وزير النفط أنّ "سبب وجود هذه الكميات من الأسطوانات في المعمل هو وجود عقد لتوريد 125 ألف أسطوانة غاز صناعية، إذ جرى استلام أعداد من هذه الأسطوانات نهاية الشهر الفائت، واستلام أولي لـ52 ألف أسطوانة وتخزين 16 ألفاً منها في فرع محروقات اللاذقية، و36 ألفاً في دائرة الغاز، مع العلم أن عملية التوريد ما تزال مستمرة".
واعتبر أن "هذه الأسطوانات قيد الاختبار في الجهات المختصة، وهي بحاجة إلى استكمال الوثائق المطلوبة من أجل توزيعها على المحافظات وبيعها للفعاليات الصناعية والتجارية".
وادّعى الوزير أنّ "ما يتم تداوله على بعض وسائل التواصل الاجتماعي بشأن أعداد الأسطوانات المفقودة غير دقيق، ويتضمن تهويلاً للأرقام حيث تم استعادة العدد الأكبر منها، وما يزال العمل مستمراً لاستعادة المتبقي منها، مع إجراء عمليات الجرد حالياً لإحصاء النقص".
يشار إلى أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة اللاذقية والمناطق الساحلية، خلال اليومين الماضيين، أدت إلى شلل كامل بالبنية التحتية تمثل بانقطاع الكهرباء وغرق شوارع المدينة بالمياه، مع أضرار كبيرة في الممتلكات الخاصة، وهو ما يظهر هشاشة جاهزية حكومة النظام للتعامل مع مثل هذه الأزمات.