منذ فجر اليوم اشتعلت جبهات أوكرانيا الشرقية والجنوبية والشمالية، وهي المحاور الثلاثة التي بدأت منها روسيا والقوات الانفصالية الأوكرانية هجومها على البلاد، حيث باتت القوات الروسية عند الساعة الثانية بتوقيت غرينتش على مشارف العاصمة كييف بعد سيطرتها على مطار غوستوميل عبر إنزال جوي شارك فيه نحو 50 طائرة هليكوبتر.
Breaking: @mchancecnn with Russian forces at the Antonov airport about 15 miles outside of Kyiv. "These troops you can see over here, they are Russian airborne forces. They have taken this airport" pic.twitter.com/SnvmwQ1GeA
— Natasha Bertrand (@NatashaBertrand) February 24, 2022
بدأ الغزو الروسي بقصف جوي وصاروخي بوساطة صواريخ كاليبر المجنحة، أخرجت نحو 15 مطاراً عسكرياً أوكرانياً عن الخدمة، ودمرت قطعاً عسكرية للدفاع الجوي والمستودعات في مناطق متفرقة من البلاد، بحسب ما أعلنه الجيش الروسي وما رصده موقع تلفزيون سوريا من صور وفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي.
كان المطار الدولي الرئيسي في بوريسبيل أبرز الأهداف في بداية الهجوم، وتبعه تدمير مطارات أخرى في خاركيف وأوزرن وكولباكينو وتشوهيف وكراماتورسك وتشورنوبايفكا وإيفانو فرانكيفسك.
وقالت كييف إن القوات الروسية نفّذت أكثر من 30 غارة على البنية التحتية المدنية والعسكرية باستخدام صواريخ كاليبر.
ونجحت صواريخ كاليبر المجنحة بضرب جميع الأهداف، باعتبار أنه صاروخ يطير على ارتفاع عشرات الأمتار عن سطح الأرض بسرعة عالية، ما يمنع الرادارات الأوكرانية من التقاطه واستهدافه، وهي الصواريخ الموجهة بعيدة المدى الأكثر دقة لدى الجيش الروسي.
مع ساعات الصباح الأولى بدأت تحرك القوات الروسية وقوات الانفصاليين من سومي وحتى ماريوبول على كامل الجهة الشرقية، وهي الجبهة القائمة منذ انفصال إقليمي لوغانسك ودونيتسك عن أوكرانيا عام 2014.
لحظة سقوط صاروخ كاليبر كروز روسي على مطار إيفانو-فرانكيفسك بين المدنيين #أوكرانيا pic.twitter.com/9DU52QvW7L
— ربيع (@rabiih) February 24, 2022
رد الجيش الأوكراني بصواريخ الغراد على مواقع تجمع القوات، لكن ذلك لم يمنعها من الوصول إلى هدفها الأول وهو مدينة خاركيف والسيطرة عليها.
وفي الوقت نفسه انطلقت محاور هجومية من شبه جزيرة القرم في الجبهة الأوكرانية الجنوبية على البحر الأسود، والهدف السيطرة على مدن جينيشيسك وسكادوفسك وتشابلنكا وأوديسا.
وعلى الجبهة الشرقية سيطرت القوات المهاجمة من محور لوغانسك على مدينة سشاستيا الأوكرانية.
وبعد ساعات من بدء الغزو الروسي أعلنت موسكو أن الضربات الروسية أخرجت 74 منشأة عسكرية برية أوكرانية من الخدمة. وقالت الشرطة الأوكرانية إن روسيا نفذت 203 هجمات منذ بدء عمليتها.
مع نجاح المحورين الشرقي والجنوبي، أطلقت روسيا من بيلاروسيا محور السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف، حيث دخلت الأجواء أكثر من 50 طائرة مروحية من طرازات مختلفة، ونفذت إنزالاً جوياً لمئات العناصر في شالي العاصمة.
Video showing #Russian helicopters over #Gostomel pic.twitter.com/ka90LkVEpu
— CharlesSupaBack (@_arween__) February 24, 2022
At least 30 #Russian helicopters flying over Gostomel airfield, Close to #Kiev.
— CharlesSupaBack (@_arween__) February 24, 2022
Meanwhile #Ukranian armed forces reported to have downed at least two of those helicopters. pic.twitter.com/UcKXi7qiyn
كان الهدف الأول لقوات الإنزال الجوي الروسية، السيطرة على مطار غوستوميل الواقع على مشارف العاصمة الشمالية، وسيطرت عليه.
وفي الوقت نفسه عادت الضربات المركزة على مطار بيلا تسركفا جنوبي كييف، ما تسبب بدمار عدد من طائرات السوخوي 24 الأوكرانية.
كانت المعركة الأكبر على الأطراف الشمالية للعاصمة كييف، حيث تمكن الجيش الأوكراني من إسقاط 7 طائرات روسية أغارت على أهداف في البلاد بما فيها 3 طائرات في محيط العاصمة كييف، وانتشرت تسجيلات مصورة لمروحيات هليوكوبتر روسية مدمرة.
في هذه الأثناء، وبعد معارك عنيفة، وصلت القوات المهاجمة من محور القرم إلى مدينة خيرسون ومن ثم مدينة نوفا كاخوفكا، وأظهرت تسجيلات مصورة رتلاً روسياً مدمراً من الدبابات، وآخر أوكرانيا في هذه المنطقة.
ومن هذا المحور تكون القوات الروسية على مشارف مدينتي أوديسا وميكولايف جنوبي البلاد.
نشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورا لحالة التعبئة العامة للمتطوعين لحمل السلاح والدفاع عن أوكرانيا، وأرتال للجيش الأوكراني تتحرك باتجاه محاور القتال الثلاثة، لكن معظمها تركز في الجبهتين الشمالية للدفاع عن العاصمة كييف، والجنوبية للدفاع عن المدن الساحلية على البحر الأسود.
وأظهرت تسجيلات وصور دبابات روسية مدمرة باستخدام صواريخ جافلين المضادرة للدروع التي حصلت عليها أوكرانيا قبل أيام.
عاد المحور الشرقي للاشتعال وسيطرت القوات المهاجمة على بلدة برن في أقصى شمال شرقي أوكرانيا.
وسط كل ذلك، دخلت الطائرات الحربية الروسية من جميع الطرازات الأجواء الأوكرانية لاستهداف مزيد من قواعد الجيش الأوكراني وتأمين الحماية للقوات البرية المتوغلة.
وأظهرت تسجيلات مصورة عدة، أرتالاً مدمرة بالكامل للجيش الأوكراني.
@sahmarnesibov 😥
♬ оригинальный звук - Sahmar Nesibov🇺🇦🇺🇦🇺🇦🇺🇦
وكان آخر المحاور المشتعلة هو محور تشيرنوبل على الحدود الأوكرانية البيلاروسية شمالي العاصمة كييف.
تأسيس قواعد الانطلاق البري.. نهاية المرحلة الأولى
مع نهاية اليوم ستتمكن القوات الروسية من الدخول إلى أوكرانيا على كامل الحدود الشرقية، والحدود الشمالي القريبة من العاصمة كييف، وتحقيق مزيد من التوغل على المحور الجنوبي، انطلاقا من شبه جزيرة القرم.
ويمكن تسمية هذه المرحلة بمرحلة تأسيس قواعد الانطلاق لتقدم القوات البرية يوم غد إلى عمق الأراضي الأوكرانية، والسيطرة على مزيد من المدن، تحت غطاء جوي مكثف، مع استمرار طائرات الاستطلاع في مسح كامل الأراضي الأوكرانية وجمع بنك أهداف للأرتال والقواعد الأوكرانية الفاعلة لضربها ومنعها من مقاومة التقدم البري.
#SONDAKİKA
— David Budd (@D4vidBudd) February 24, 2022
Herson Cephesinde ilerleme kaydeden Rus Ordusunu durdurmak için, bölgeye gönderilen 2 adet Ukrayna Hava Kuvvetlerine ait Su-25 Savaş Uçağı👇🏻 pic.twitter.com/oKtIhX59CP
قد تواجه القوات الروسية وقوات الانفصاليين الأوكرانيين مقاومة أشد على المحاور الشرقية بحكم أنها محاور جبهة قديمة محصنة بالنسبة للجيش الأوكراني الذي سيعتمد على تكتيك حرب الميليشيات بحكم التفوق الجوي الكبير لروسيا، وذلك عبر كمائن تعتمد على مجموعات صغيرة مزودة بصواريخ الجافلين المضادة للدروع التي قد توقع عددا كبيرا من القتلى في صفوف القوات المهاجمة.
وفي حين سيركز الجيش الأوكراني على منع سقوط العاصمة كييف، قد تفتقر الجبهة الجنوبية للتعزيزات الكافية لإيقاف تقدم القوات المهاجمة.
ستركز القوات الروسية على العاصمة كييف لتحقيق النصر السياسي وضرب معنويات الأوكرانيين، واستمرار باقي محاور الاقتحام بالعمل كنوع من الإشغال للجيش الأوكراني، وربما ستنجح بعض محاور الإشغال في التقدم على الجبهتين الشرقية والجنوبية.
خيارات الجيش الأوكراني
من غير المستبعد سقوط العاصمة كييف بيد روسيا، لكن النصف الغربي من البلاد ما زال هادئاً ولم يحصل فيه أي انزال جوي، وهذا ما سيترك الخيارات مفتوحة أمام الجيش الأوكراني لنقل ما تبقى من السلاح النوعي والقطع العسكرية إلى هذا الجزء وتشكيل خط دفاع متين يعيق تقدم القوات المهاجمة.
سيناريوهات عسكرية متوقعة
تشي خريطة السيطرة الروسية في أوكرانيا إلى أن الزاوية الشمالية الشرقية هي الأسهل للقوات البرية، حيث من المحتمل أن يلتقي محور تشيرنوبل الشمالي مع محور سومي الشرقي عند الجانب الشرقي للعاصمة كييف.
وستساهم هذه القوات في حال التقى المحورين، بتضييق الخناق أكثر على العاصمة كييف، وتشارك في معركة السيطرة على كييف إلى جانب قوات الإنزال في الجهة الشمالية للعاصمة.
أما الزاوية الجنوبي الشرقية، فمن المحتمل السيطرة عليها بأسلوب فكي الكماشة، عبر التقدم من محور خاركيف الشرقي ومحوري ماريوبول وهنيشسك الجنوبيين، والالتقاء في مدينة نيبروبيتروفيسك.
أما الجبهة الشرقية فمن المحتمل أن تلاقي مقاومة أوكرانية أشد، بحكم أنها خط جبهة قائم منذ سنوات ومحصن، وتتركز فيه كتائب كثيرة للجيش الأوكراني، خاضت معارك عدة مع القوات الانفصالية على طول خط التماس مع إقليمي لوغانسك ودونيتسك. وهنا قد تعتمد كتائب الجيش الأوكراني والمقاومة الشعبية على تكتيك الكمائن لتكبيد القوات الروسية وقوات الانفصاليين خسائر قدر المستطاع باستخدام صواريخ الجافلين والصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، والاشتباك مع القوات المهاجمة في الغابات.
ومن المحتمل أن يصبح نهر دنيبر الذي يشق أوكرانيا إلى نصفين، خط المواجهة في المرحلة القادمة، عندما تتحصن القوات الأوكرانية في الجزء الغربي من البلاد، لكن تقدم المحور الجنوبي قد يخربط الأوراق، حيث من المحتمل أن تتجاوز القوات المهاجمة النهر وتعبر إلى الجزء الغربي من البلاد بعد السيطرة على مدينة أوديسا.
كما أن القوات الأوكرانية في حال انسحبت إلى الجزء الغربي من البلاد، فإنها ستواجه مجاور اقتحام روسية جديدة من بيلاروسيا في الزاوية الشمالية الغربية، قرب الحدود البولونية.