أعلن وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، كويشي هاجيودا، إن بلاده "ستمد أوروبا ببعض وارداتها من الغاز الطبيعي المسال"، وذلك في خطوة استباقية لحدوث إضرابات في إمدادات المنطقة من الغاز الروسي، في حال تصاعد التوتر بشأن أوكرانيا.
وترتفع المخاوف الأوروبية من أن يؤدي غزو روسيا لأوكرانيا لتعليق شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا، في ضوء فرض الدول الغربية عقوبات ضد موسكو، فيما أكد المستشار الألماني، أولاف شولتز، لواشنطن أن خط أنابيب "نورد ستريم 2"، الذي يربط روسيا بألمانيا مباشرة عبر بحر البلطيق، لن يتم تشغيله في حال غزت روسيا أوكرانيا، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الوزير الياباني، في تصريحات للصحفيين في العاصمة طوكيو، إن "العديد من السفن النفطية التي كان من المفترض ان تنقل الغاز الطبيعي المسال إلى اليابان قد توجهت بالفعل إلى أوروبا، ومن المتوقع أن تصل هذا الشهر، وستحذو ناقلات أخرى حذوها في آذار المقبل".
ولم يحدد هاجيودا الكميات التي سيتم توريدها وبيعها في أوروبا بأسعار السوق، إلا أنه أشار إلى أن "أهمية عمليات التسليم هذه تعود لكونها مشروطة بتزويد اليابان أولاً بما يكفي من الغاز الطبيعي المسال".
وتعتبر اليابان أحد أكبر مستوردي الغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث تعتمد عليه بشكل كبير لضمان توليد الكهرباء وتشغيل المصانع والتدفئة في الشتاء، لكن قد لا يكون لديها الكثير من الغاز لإرساله إلى أوروبا، حيث تسعى للحصول على إمدادات بكميات كافية، خاصة مع البرد القارس في البلاد خلال هذه الفترة.
وأشار الوزير الياباني إلى أن "وضع الطاقة صعب في اليابان في الوقت الحالي"، موضحاً أن بلاده "تريد الاستجابة لطلب سفراء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من اليابان مساعدة أوروبا في الحصول على الغاز الطبيعي المسال".
انخفاض مخزن الغاز في ألمانيا إلى مستوى مقلق
من جانب آخر، حذّرت وزارة الاقتصاد الألمانية من أنّ مخزون الغاز في البلاد انخفض إلى "مستوى مقلق"، في وقت تزداد الضغوط على إمدادات الطاقة إلى القارة الأوروبية على خلفية الأزمة الأوكرانية.
وقالت متحدّثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية، "نراقب بالطبع وضع المخزونات وهو حتماً مقلق".
وتصل المخزونات حالياً بين 35 إلى 36 %، أي أقل من مستوى 40 % الذي تصفه الحكومة الألمانية بـ "الحرج"، وتعتبره ضرورياً لتحمل موجة برد قارس على مدى سبعة أيام متتالية، فيما يحتاج تجاوز 30 يوماً من البرد المعتدل إلى نصف المخزون.
وخلال العام 2020 لم تنخفض المخزونات في ألمانياً إلى ما دون 71 % على الإطلاق، وفق بيانات صادرة عن المجموعة المتخصصة في قطاع "بنى الغاز التحتية في أوروبا".
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، فإنه يشتبه بأن موسكو تستغل التوتر في الأسواق العالمية لخفض الإمداد ورفع الأسعار، علماً أن 40 % من الغاز المستهلك في أوروبا مصدره روسيا.