قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن شبح الصراع العسكري الأميركي الإيراني المباشر اقترب يوم الأحد عندما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن مقتل ثلاثة جنود أميريكيين وإصابة أكثر من 34 آخرين في أعقاب هجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة في الأردن بالقرب من الحدود السورية.
وألقى بايدن اللوم على فصائل مسلحة مدعومة من إيران ومتمركزة بشكل رئيسي في العراق في الهجوم الذي وصفه بالحقير وتعهد بالانتقام.
المسؤولية عن هجوم يوم السبت على قاعدة تاور/ البرج 22، وهو موقع عسكري على الحدود الأردنية السورية العراقية، أعلنته ميليشيا المقاومة الإسلامية المدعومة من إيران، ولم تحاول الولايات المتحدة إخفاء اعتقادها بأن إيران هي المسؤولة في نهاية المطاف.
وأطلقت أربع ضربات منفصلة بطائرات بدون طيار على ثلاث قواعد أميركية، وكانت الولايات المتحدة تحقق في سبب عدم قيام آلية الدفاع في قاعدة T-22 بصد الطائرة بدون طيار.
ويعاني العديد من الجنود الأميركيين المصابين من إصابات في الدماغ، لكن لم يتم الكشف عن مدى الإصابات. وقال مسؤول إن الطائرة بدون طيار ضربت منطقة قريبة من الثكنات، وهو ما يفسر العدد الكبير من الضحايا.
وأعلنت الميليشيا مسؤوليتها عن الوفيات في قاعدة تاور 22/ T-22، حيث تحاول الميليشيات المدعومة من إيران منذ فترة طويلة إخراج القوات الأميركية من العراق وسوريا، لكنها استخدمت الحرب في غزة كخلفية لتكثيف هذه الجهود وتوسيع ساحة المعركة، وفقا للغارديان.
4 آلاف جندي أميركي في الأردن
وتقول الولايات المتحدة إن قواتها البالغ عددها 900 جندي في سوريا تعمل جنباً إلى جنب مع قسد، بينما لها نحو 4000 جندي في الأردن، بحسب الغارديان.
وقال بايدن في بيان له بوضوح إن الولايات المتحدة ستحاسب جميع المسؤولين في الوقت الذي تختاره الولايات المتحدة، ولم يحاول البنتاغون الأميركي إخفاء اعتقاده بأن إيران تقف وراء الهجمات في النهاية.
وقال بايدن في بيان عاجل: "اليوم قلب أميركا مثقل.. الليلة الماضية، قُتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأميركية – وأصيب العديد – خلال هجوم جوي بطائرة بدون طيار على قواتنا المتمركزة في شمال شرق الأردن بالقرب من الحدود السورية.
وأضاف: "بينما لا نزال نجمع حقائق هذا الهجوم، فإننا نعلم أنه نفذته جماعات مسلحة متطرفة مدعومة من إيران تعمل في سوريا والعراق".
وتعهد قائلا: "لا شك لدينا في أننا سنحاسب كل المسؤولين في الوقت وبالطريقة التي نختارها".
وأصدرت ميليشيا ما تعرف بالمقاومة الإسلامية بيانا جاء فيه: "كما قلنا من قبل، إذا استمرت الولايات المتحدة في دعم إسرائيل، فسيكون هناك تصعيد. جميع المصالح الأميركية في المنطقة هي أهداف مشروعة ونحن لا نهتم بالتهديدات الأميركية بالرد، فنحن نعرف الاتجاه الذي نسير فيه والشهادة هي جائزتنا".
الحرس الثوري سيشعر بالجرأة إن لم يحصل رد
وقال تشارلز ليستر، زميل معهد الشرق الأوسط والخبير المخضرم في الشأن السوري للغارديان: "إنه تصعيد هائل وهو ما يثير قلق الجميع".
وأضاف ليستر: "إذا لم يكن هناك رد حاسم حقًا على ذلك، فإن الحرس الثوري سيشعر بالجرأة الكاملة. هذا هو الهجوم رقم 180 منذ 18 أكتوبر – ويجب الرد عليه باعتباره يغير قواعد اللعبة".
ونفى الأردن وقوع الهجوم على أراضيه، في إشارة إلى أنه لا يريد التورط في أي صراع مقبل. ومنحت واشنطن الأردن نحو مليار دولار لتعزيز أمن الحدود منذ عام 2011، وأرسلت مؤخرا المزيد من المساعدات العسكرية لتحقيق هذه الغاية.
وفي مقابلة مسجلة سابقًا مع قناة ABC News تم بثها صباح الأحد، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي كيو براون إن جزءًا من عمل الولايات المتحدة هو "التأكد من عدم توسيع نطاق الصراع كما حدث في الشرق الأوسط".
وأضاف: "الهدف هو ردعهم ولا نريد السير في طريق تصعيد أكبر يؤدي إلى صراع أوسع بكثير داخل المنطقة".
واستغل المعارضون الجمهوريون لبايدن الهجوم كدليل على فشل الرئيس الديمقراطي في مواجهة إيران بينما يهاجم وكلاؤها القوات الأميركية في جميع أنحاء المنطقة.
وقال السيناتور الجمهوري توم كوتون في بيان "الرد الوحيد على هذه الهجمات يجب أن يكون انتقاما عسكريا مدمرا ضد القوات الإرهابية الإيرانية.. أي شيء أقل من ذلك سيؤكد أن جو بايدن جبان".