ارتفعت أجرة وأسعار "الدواب" المخصصة للفلاحة وحراثة الأرض، في محافظة السويداء جنوبي سوريا، خصوصاً في ظل قلة عدد هذه الحيوانات في البلاد.
وذكر موقع "الراصد" المحلي في السويداء، اليوم الخميس، أن موسم حراثة الأرض في الكروم والبساتين المتناثرة في منطقة ظهر الجبل، وفي الريف الجنوبي والجنوبي الشرقي، بمثابة ثروة لأصحاب الخيول المخصصة للفلاحة مثل (البغال والكدش)، حيث وصلت يومية هذه الحيوانات المجتهدة والقليلة العدد إلى أرقام عالية وغير متوقعة.
وقال أحد المزارعين في بلدة "عرمان" الواقعة في الريف الجنوبي للمحافظة إن الحراثة على الفدان هو تقليد قديم قدم السكن في جبل حوران، وكانت الطريقة الوحيدة للحراثة والزراعة لعدم توفر الآلات أو عدم قدرتها الآن أيضاً على الدخول إلى البساتين الوعرة.
وأضاف أن "هناك مناطق لا تصلح الحراثة فيها إلا بواسطة هذه الحيوانات، مضافاً إليها الحمير، ولكن بصورة أقل.
وأشار إلى أن ارتفاع تكاليف الحراثة بالوقت الحالي ناتج عن الوضع الاقتصادي المتردي يوماً بعد آخر، وانهيار العملة، فهذه الدواب بحاجة للطعام، وأصحابها يعيشون من عملها في ظل عدم وجود حركة وأعمال حرة أخرى.
ولفت المزارع إلى أن الفلاحة في عرمان تحسب على حجم قطعة الأرض التي تحتاج إلى فلاحة، فكل دونم يكلف 48 ألف ليرة، وقد يستغرق وقتاً طويلاً لإنجاز مهمته، وجهداً وعرقاً في أجواء مشمسة يتخللها استراحات قصيرة لإطعام الدابة.
كم سعر دواب الفلاحة؟
ووصل سعر دواب الفلاحة في بلدة عرمان جنوب المحافظة ما يقارب خمسة ملايين ليرة سورية، وهناك من يبيع بمليونين حسب النوع والعمر. حيث يشير المزارع إلى أن الارتفاعات التي سمع عنها في السويداء بالنسبة لأسعار الدواب مبالغ فيها كثيراً، مشيراً إلى أن ثمنها كان في العام 2016 لا يتجاوز 15 ألف ليرة، وهناك العديد من المقتنيين لها كان يتركها ليرتاح من إطعامها بعد أن ينتهي الموسم
أحد المزارعين الذين امتهنوا تربية الخيول الأصيلة؛ أشار إلى غلاء أسعار الدواب، معتبراً أن 35 مليون ليرة مقابل شراء فرس أصيل وارد جداً ويعتبر هذا السعر منخفضاً، أما أن يصل سعر خيول الفلاحة إلى 20 مليوناً، فهذه مبالغة لم يسمع بها، لكنه لم ينف الأمر باعتبار انقطاع المحروقات والذي يمارس على أصحاب الجرارات والعزاقات من أجل الحصول على المازوت المدعوم؛ قد جعل الأسعار تتضاعف، ويعود المزارعون للفلاحة على الدواب المتعددة الأنواع على الرغم من غلاء اليوميات، التي تكلف ملايين في بعض المناطق. وأضاف أن هذه الدواب تتناقص أعدادها بشكل كبير.
وفي "مياماس" وصل سعر الفلاحة على هذه الدواب إلى مئة ألف ليرة سورية في اليوم، بمعدل فلاحة دونمين باليوم الواحد. أما عن سعرها فقد يتدخل عدة عوامل في تحديد الثمن مثل النوع العمر قوة الجسم، حيث يبدأ السعر من ثلاثة ملايين، حتى ستة ملايين ليرة.
وتوقع أحد أبناء قرية "سهوة البلاطة" أن يصل سعر خيول الفلاحة بوقت قريب إلى عشرين مليون ليرة سورية وأكثر.