وجه كوادر في حزب العمال الكردستاني (PKK) خلال اجتماع سري مع مسؤولين في الإدارة الذاتية بمدينة القامشلي إلى تنظيم مظاهرات ضد إقليم كردستان في محافظة الحسكة، ليعود التصعيد مجدداً بعد 3 أشهر من الهدوء بين الطرفين عقب تدخل أميركي منتصف كانون الثاني الفائت نتج عنه إعادة فتح المعابر الحدودية.
وقال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا إن "حزب العمال الكردستاني أمر بإلزام جميع موظفي مؤسسات الإدارة الذاتية بالمشاركة في المظاهرات لإعطائها طابعاً جماهيرياً وأن هذه المظاهرات تعبر عن الرأي العام الكردي في سوريا".
ومنذ آذار الفائت تروج وسائل إعلام تابعة لحزب العمال الكردستاني والإدارة الذاتية لما سمته "مخططاً تركياً بالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود البارزاني لشن هجمات ضد مناطق سيطرة مقاتلي ب ك ك في كردستان العراق".
وقال جميل بايق وهو الرجل الثاني في حزب العمال الكردستاني بعد زعيم الحزب عبد الله أوجلان المعتقل في تركيا، في رسالة مصورة بمناسبة عيد نوروز في شهر آذار الماضي: "هذا العام سوف يكون صعباً وإن تركيا تستعد لشن هجوم على حزب العمال الكردستاني بالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني". ووصفه بالحزب "الخائن".
وخلال الأسبوع الماضي عقد كوادر من العمال الكردستاني اجتماعات مكثفة مع أجهزة استخبارات "قسد" في محافظة الحسكة لوضع استراتيجية أمنية للتعامل مع أي تصعيد عسكري قد تشهده مناطق سيطرة العمال الكردستاني في العراق.
وأشار إلى توجيه العمال الكردستاني المؤسسات الإعلامية التابعة للإدارة الذاتية بتكثيف الحملات الإعلامية المعادية للحزب الديمقراطي الكردستاني وقوات البيشمركة والمجلس الوطني الكردي وذراعه العسكري "بيشمركة روج آفا (بيشمركة سوريا)" ومراقبة صفحات الناشطين والصحفيين والوسائل الإعلامية المعارضة لها.
ودعت وسائل إعلام تابعة للإدارة الذاتية اليوم الثلاثاء إلى المشاركة في مظاهرات تندد بـ "خيانة" الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وقالت إن المظاهرات تأتي "تنديداً بتعاون وتواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) مع دولة الاحتلال التركي، التي تتحضر لشن هجمات موسعة على مناطق إقليم كردستان وشمال شرقي سوريا ".
موضحة أن "المظاهرات سوف تشمل 13 مدينة وبلدة في محافظة الحسكة خلال الشهر الجاري".
وأكد موظف لدى الإدارة الذاتية في مدينة المالكية لموقع تلفزيون سوريا أن "مسؤولي المؤسسات الخدمية والأمنية وجهوا موظفيهم بضرورة المشاركة في المظاهرات خلال الأيام المقبلة".
وأوضح الموظف أن "الإدارة الذاتية تستغل حاجة المواطنين إلى العمل بإلزامهم بالخروج في مظاهرات لا تعبر عن آرائهم وتهديد كل شخص لا يشارك بالفصل من الوظيفة أو تعرضه للمحاسبة والمساءلة عبر التلميح بأنهم يتبنون أجندات معادية في إشارة إلى التعامل مع تركيا والمجلس الوطني الكردي".
وتظاهر اليوم الثلاثاء العشرات من أنصار الإدارة في الشريط الحدودي مع العراق شرقي بلدة الهول احتجاجاً على بناء السلطات العراقية جداراً إسمنتياً يفصل بين منطقة شنكال والأراضي السورية.
ورفع المتظاهرون صور زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان مرددين شعارات تندد وتخون عائلة البارزاني والحكومة العراقية.
ومنتصف كانون الأول الماضي تسبب تصعيد حزب العمال الكردستاني ضد إقليم كردستان بإغلاق الأخير لمعابره مع مناطق سيطرة "قسد" لأكثر من شهرين قبل أن يعيد الإقليم فتح معابره بعد خضوع "قسد" لشروط الإقليم بضغط أميركي.