"العلاقات السرية بين الوكالة اليهودية وقيادات سورية في أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى" كتابٌ للباحث الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، محمود محارب. صدر حديثًا عن دار "جسور للترجمة والنشر".
يعالج الكتاب الذي يقع في 400 صفحة، موضوع العلاقات السرية التي أقامتها الوكالة اليهودية مع قيادات ونخب سورية في أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939). ويكشف الكتاب التاريخ الآخر لتلك العلاقات وتناقضها مع الروايتين السورية والإسرائيلية، ويبحث في عمق التوغل الصهيوني في سورية في تلك الفترة، كما يتابع سعي الوكالة اليهودية لخلق مصالح مشتركة مع القيادات والنخب السورية المتناقضة مع المصالح الوطنية السورية والقومية العربية والحقوق القومية للشعب العربي الفلسطيني.
اقرأ أيضاً: هل كان جميل مردم بك عميلاً؟ (1)
اقرأ أيضاً: جميل مردم بك.. صحيفة إسرائيلية تشكك بوطنية شخصية سورية مهمة
ويقف الكتاب على الجهد الذي بذلته الوكالة اليهودية للتأثير في النخب والرأي العام السوري والعربي من خلال دس المقالات الصهيونية في الصحف السورية واللبنانية وشراء بعضها.
ويتابع الكتاب الدعم الكبير والمهم الذي قدمه الشعب السوري وقواه الوطنية، وكثير من القادة السوريين، للثورة في فلسطين في هذه الفترة، مثل شكري القوتلي الذي خططت الحركة الصهيونية لاغتياله في سنة 1941، وفخري البارودي ونبيه وعادل العظمة ومنير الريس وكثير من القادة السوريين الآخرين.
اقرأ أيضاً: "تنوير عشية الثورة: النقاشات المصرية والسورية" جديد المركز العربي
ويكشف أيضاً عن العلاقات والاتصالات السرية التي أجرتها الوكالة اليهودية مع بعض أبرز قادة الكتلة الوطنية مثل جميل مردم ولطفي الحفار ونسيب البكري، ومع قادة المعارضة "الشهبندرية" مثل عبد الرحمن الشهبندر ومحمد الأشمر ونصوح بابيل، ومع قادة جبل الدروز مثل سلطان الأطرش ويوسف العيسمي.
ويسلط الكتاب الضوء على محاولة المعارضة الشهبندرية الاستعانة بالوكالة اليهودية ضد الكتلة الوطنية السورية بغرض الوصول إلى السلطة، والخدمات التي قدمها نسيب البكري للوكالة اليهودية في هذه الفترة وعلى دعم الوكالة اليهودية له في محاولته الوصول لرئاسة الحكومة السورية في ربيع 1939.