تتخبط حكومة نظام الأسد في آلية توزيع الخبز في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ما بين اعتماده على البيع المباشر من خلال الأفران، انتقالاً إلى اقتراح معتمدين للتوزيع، ومن ثم ضم الخبز إلى قائمة المواد المدعومة على البطاقة الذكية.
ولم يقتصر التخبط على ذلك، بل انسحب إلى تقنين عدد الربطات من 4 إلى 3 ربطات فقط للأسرة الواحدة.
المعتمدون لصوص
تسعيرة حكومة الأسد العلنية لربطة الخبز هي 50 ليرة سورية، وهي ما يدافع عنه النظام كدعم دائم للمواطن، لكن الحقيقة هي أن ما يحصل على الأرض بسبب السياسات المقصودة في كثير من الأحيان تجعل من هذا الدعم يصب في خانة "النهب".
عبد الخالق من حي كفرسوسة يقول لـ"تلفزيون سوريا"، إن المعتمدين الذين وضعهم النظام كواجهة لتوزيع الخبز هم يدفعون مبالغ مالية كي يتم تعينهم، ويوضح أن هؤلاء يستردون ما يدفعونه للمخابرات وللموظفين المرتشين من لقمة الناس، لأنهم يبيعون المواطن ربطة الخبز بـ 100 ليرة سورية.
اسمه خبز.. فقط
الشكوى ليست في الطريقة والآلية التي يتبعها المعتمدون في التعامل مع المواطن، فجودة الرغيف سيئة بسبب السرعة في التعبئة.
يقول مصطفى الذي يقطن في مدينة دمشق لـ"تلفزيون سوريا"، "يتم تعبئة الخبز بشكل فوري بعد خروجه من بيت النار، ولهذا لا تصمد ربطة الخبز نهاراً واحداً (...) يصبح اسمه فقط خبزاً أما ما تتناوله فهو شيء آخر".
من جانبه يرى "أبوقصي" أن الطريقة الأجدى هي الشراء من الفرن، وتبريده على مهل، لكن كلفة ذلك هي الانتظار 4 ساعات، وهو حال يعيشه سكان ريف دمشق الغربي.
ويضيف "أبو قصي" لـ"تلفزيون سوريا"، "نقف على دور الخبز من الرابعة صباحاً، ويبدأ البيع في الثامنة للمواطنين، وسبب ذلك هو أن الفرن يعطي العسكري أولاً والمعتمد ثانياً والمواطن أخيراً".
سوق سوداء
كالعادة تجد خارج الفرن من يبيعك ربطة الخبز إن كنت مستعجلاً أوميسوراً ما بين 200-300 ليرة، وهؤلاء نمطان من البشر كما يقول مروان من سكان حي نهر عيشة.
ويضيف في حديثه لتلفزيون سوريا "أما من يشتري الخبز يومياً فهم نوعان، إما مواطن لا يجد ما يأكل سواه وغير قادر على شراء غيره وهؤلاء كثر للأسف، أو أنه يتاجر به ليشتري به ما يلزمه من بقية الأصناف".
لكن تبقى شريحة من المنتفعين الذين يشتركون مع عمال وإدارات الأفران الحكومية، خصوصاً الأفران الاحتياطية في المزة وابن العميد، بالإضافة إلى "بعض المتطفلين العاطلين عن العمل الذين يتم تشغليهم بالأجرة كالنساء والأطفال"، حسب "مروان".
الفقدان قادم
لا محالة كما يتوقع كثير من السوريين تتجه أزمة الخبز نحو "انفجار أكيد"، كما حصل منذ شهرين مما أدى إلى احتجاجات منها ما ظهر إلى العلن ومنها ما تم التعتيم عليه، إلى جانب احتقان داخلي كبير.
لكن عدم قدرة النظام عل تلبية احتياجاته الداخلية ستظهر للسطح بعد أشهر قليلة، عندما ينفذ مخزونه الذي لن يكفيه أكثر من ثلاثة أشهر، بحسب مواطنين من دمشق استطلع "تلفزيون سوريا" آراءهم.
وقالوا "هذا كله سيضع السوريين في مناطق النظام على عتبة الجوع الحقيقي، وذلك مع بداية الشتاء القادم".