تحت شعار "العربيّة تجمعنا"، انطلقت بمدينة إسطنبول، السبت، فعاليات المعرض الدولي الثامن للكتاب العربي، بنحو 150 ألف عنوان، وسط هيمنة التطورات بقطاع غزة على فعاليات المعرض.
ينظم المعرض من قبل الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي في تركيا، بالتعاون مع اتحاد الناشرين الأتراك، وجمعية الناشرين الأتراك، وبدعم من الغرفة التجارية بإسطنبول، ووزارة الثقافة التركية، وبرعاية إعلامية من وكالة الأناضول للأنباء.
وبحسب المنظمين، يشارك في المعرض أكثر من 250 دار نشر يمثلون 30 دولة حول العالم، لعرض أكثر من 150 ألف عنوان، في المعرض الذي يستمر 9 أيام بين 9-17 ديسمبر/ كانون الأول الجاري. وفق وكالة الأناضول.
ويتخلل المعرض نحو 100 فعالية ثقافية وفنية متنوعة، إضافة إلى ندوات فكرية وحفلات توقيع كتب وأمسيات شعرية، ومن المتوقع أن يشهد المعرض عدة فعاليات عن فلسطين وغزة، في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وخلال الجلسة الافتتاحية التي بدأت بتلاوة قرآنية، ركزت الكلمات الافتتاحية على التطورات في غزة وحقوق الفلسطينيين.
المنسق العام للمعرض محمد أغير أقجة، قال في كلمته: "أهلا بكم في افتتاح المعرض الثامن للكتاب، نسعد بهذا التنظيم ونشكر جميع الحاضرين، سنواصل تحدي الثقافة المستمر عبر معرض الكتاب الذي يعد تتويجا للنشاطات الثقافية ويعتبر الحدث الأكبر للكتاب العربي خارج الدول العربية".
وقال مهدي الجميلي، رئيس الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي: "اليوم المعرض أكبر مما مضى، وكل عام سيكون أكبر من العام الذي قبله، سيكون أكبر بانتشار القارئ والمعلومة والكتاب الذي ينير القراء".
وأضاف في كلمته أن "المعرض يأتي بالتزامن مع الملحمة البطولية التي يسطرها أهلنا في غزة، بينما نقف نحن والعالم كله متفرجين على شعب يسطر البطولات أمام غزو لم يشهد له التاريخ مثيلا على منطقة صغيرة".
وتابع: "اليوم غزة برجالها ونسائها وأطفالها يغسلون العار عن الأمتين العربية والإسلامية، فسلام على غزة فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض".
من ناحيته، قال تانر بي أوغلو، المدير العام للمكتبات الوطنية في وزارة الثقافة التركية: "نسعد بالوجود مجددا في معرض الكتاب العربي، وزارة الثقافة والسياحة تعمل بشكل مكثف مع الناشرين في التعريف بالثقافة والأدب ونسعد بتواجدهم هنا".
وأضاف في كلمته: "نسعد بجني ثمار ذلك داخل تركيا وخارجها، ومن الواضح أن هذا العام سيتم تحطيم أرقام قياسية في عدد العناوين التي تنتجها الوزارة، ولدينا برنامج ترجمة نحرص ونهتم من خلاله باللغة العربية وترجمة الكتب".
محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، قال إنه يتابع المعرض منذ دورته الأولى، موضحا في كلمته بأنه "سعيد جدا بهذا النشاط والجهد الذي يقام في هذا البلد التي لا تختلف عن البلاد العربية، حيث يجمع الدين والتاريخ والحضارة والثقافة ما بين العرب والأتراك، في تاريخ طويل بين الشعوب".
وأضاف: "سعداء بوجودنا في المعرض، ومسرورون بالدعم المقدم للناشرين العرب، العربية تجمعنا وهي لغة القرآن، ونشكر جهود جميع المنظمين".
المعرض الدولي الثامن للكتاب العربي.. "العربية تجمعنا"
بدوره، حيا ياسين أقطاي، المستشار السابق للرئيس التركي في حزب العدالة والتنمية، "كل من ساهم بالمعرض في نسخته الثامنة، والذي يدل على الاستمرار والجدية"، متمنيا للمعرض أي يصبح "تقليدا مستمرا في إسطنبول التي يعقد فيها أكبر معرض كتاب عربي خارج الدول العربية".
وأضاف: "العربية تجمعنا.. شعار مهم لأننا يجب أن نبحث عن الوسائل التي تجمعنا في عصر التشتت، وخاصة تشتت المسلمين، علينا أن نبحث عن كل الوسائل التي تجمعنا ونتمسك بها".
ولفت أقطاي إلى أن "ما يجري في غزة يدل على أهمية الوحدة، وهي القوة المستخدمة ضد المسلمين، حيث لم يتجرأ (الغرب) علينا إلا بسبب التشتت والضعف، الأفكار تتغير بالقراءة، وقراءة الكتاب بحاجة إلى شجاعة".
عصام البشير، الوزير السوداني السابق، قال من طرفه إن "العربية باللسان"، مشيرا إلى أن المعرض "يتجدد ويكبر كل عام بمساحته وازدياد الشركات ودور النشر" المشاركة فيه.
وبين أن "تجدد الصلة باللغة يؤكد التطور والنقلة النوعية في اللغة لتكون جسرا في التواصل الثقافي والحضاري بين العرب والأتراك".
وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمات أخرى من رئيس اتحاد الناشرين الأتراك محمد برهان كنج، وجمعية الناشرين الأتراك مصطفى قره غوللو أوغلو، وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة إسطنبول منير أوستون، ليعقبها قص شريط افتتاح المعرض، والتجول في أجنحته.
واعتادت إسطنبول كل عام في السنوات الأخيرة على استضافة معرض الكتاب العربي الذي يحظى باهتمام من أبناء الجاليات العربية ومحبي اللغة العربية من الأتراك، فضلا عن اهتمام محبي اللغة العربية في أوروبا.