رحب مسؤولون عراقيون وقوى سياسية اليوم الثلاثاء، بالاتفاق الذي جرى بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في واشنطن، والذي يقضي بانسحاب القوات الأميركية المقاتلة من البلاد نهاية 2021.
وقال الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة عبر حسابه على "تويتر" إن "نتائج الحوار الاستراتيجي العراقي الأميركي مهمة لتحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة العراقية، وتأتي ثمرة عمل حثيث من الحكومة برئاسة مصطفى الكاظمي، وبدعم القوى الوطنية، وتستند إلى مرجعية الدولة".
نتائج الحوار الستراتيجيّ العراقي -الأمريكي مهمة لتحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة العراقية، و تاتي ثمرة عمل حثيث من الحكومة برئاسة الأخ الكاظمي، وبدعم القوى الوطنية، وتستند الى مرجعية الدولة. مصلحة العراق تستوجب تعزيز مؤسسات الدولة وحماية السيادة والقرار الوطني المستقل.
— Barham Salih (@BarhamSalih) July 26, 2021
وأكد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في تغريدة على تويتر أن بلاده "حققت إنجازاً كبيراً باتفاق انسحاب القوات القتالية الأميركية وأنها تخطو نحو تحقيق كامل قدراتها.
وأضاف أن بلاده "نجحت دبلوماسياً وسياسياً بإنجاز الاتفاق الاستراتيجي مع واشنطن ضمن متطلبات المرحلة الجديدة".
— محمد الحلبوسي (@AlHaLboosii) July 26, 2021
ورحب "تحالف الفتح" الذي يشكل47 مقعداً في البرلمان العراقي من أصل 329 ويضم معظم فصائل "الحشد الشعبي" المناهضة بالاتفاق المبرم بين بايدن والكاظمي، معتبراً أنه "خطوة إيجابية متقدمة باتجاه تحقيق السيادة الوطنية الكاملة".
وأبدى "تحالف النصر" الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في بيان، تأييده لاتفاق الانسحاب واعتبره "انتصاراً للعراق ومصالحه وسيادته".
وشدد زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر على وجوب وقف العمل العسكري لـ "المقاومة" ضد القوات الأميركية، بالتزامن مع اتفاق الانسحاب الأميركي، مطالباً بـ "وقف العمل العسكري للمقاومة مطلقاً، والسعي إلى دعم القوات الأمنية العراقية من الجيش والشرطة لاستعادة الأمن وبسطه على الأراضي العراقية، وإبعاد الإرهاب والعنف والمتطفلين وأدعياء المقاومة".
انسحاب القوات الأميركية المقاتلة من العراق
اتفق العراق والولايات المتحدة في البيان الختامي الصادر عن حكومتي البلدين مساء الاثنين، لجولة الحوار الاستراتيجي الرابعة والأخيرة بينهما، على انسحاب جميع القوات الأميركية المقاتلة من العراق بحلول نهاية العام الجاري 2021.
وأشار الوفدان بعد استكمال مباحثات الفرق الفنية الأخيرة إلى أن العلاقة الأمنية بين البلدين "ستنتقل بالكامل إلى المشورة والتدريب والتعاون الاستخباري، ولن يكون هناك أي وجود لقوات قتالية أميركية في العراق بحلول 31 كانون الأول 2021.
وتزامن صدور البيان الختامي مع انتهاء مباحثات أجراها الكاظمي مع بايدن في البيت الأبيض.
وتقود واشنطن منذ العام 2014 تحالفاً دولياً لمكافحة تنظيم الدولة الذي استحوذ على ثلث مساحة العراق آنذاك، حيث ينتشر نحو 3000 جندي للتحالف بينهم 2500 أميركي.
وصوّت البرلمان العراقي في الخامس من كانون الثاني عام 2020 لصالح قرار يطالب بإخراج القوات الأجنبية، بما فيها الأميركية، من البلاد، وذلك بعد يومين من ضربة جوية أميركية أسفرت عن مقتل قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس.
وتضغط قوى سياسية مقربة من طهران باتجاه مغادرة القوات الأميركية للبلاد كما تتعرض المصالح الأميركية لهجمات متكررة في العراق، حيث أكدت واشنطن أن "فصائل شيعية" مرتبطة بطهران تقف وراءها.
ومنذ الزيارة الأخيرة للكاظمي إلى واشنطن في آب 2020، حصلت تطورات على رأسها تواصل الهجمات التي تتهم بها ميليشيات موالية لإيران، على المصالح الأميركية في البلاد، وليس بالصواريخ فحسب، بل أدخلت تقنية الطائرات المسيرة، الأكثر دقةً وإثارة للقلق بالنسبة للتحالف الدولي. وقد بلغ عددها نحو خمسين هجوما منذ مطلع العام الحالي.
لكن وسائل إعلام أميركية أشارت إلى أن الانسحاب سيكون في الواقع إعادة تحديد لمهام القوات الموجودة في العراق البالغ عددها 2500 عسكري يتمركزون في قواعد عراقية، وهم رسمياً ليسوا بقوات قتالية، بل "مستشارون" و"مدربون"، بحلول نهاية العام.