عثر أحد الكوادر الطبية يوم الأربعاء، على طفل حديث الولادة متروك على مدخل مشفى السويداء الوطني، دون التمكن من معرفة ذويه.
ونقل موقع "غلوبال نيوز" المقرب من النظام عن مصدر في المشفى الوطني قوله إن "أحد الكوادر الطبية في المشفى عثر ليلة أمس، على طفل رضيع يبدو أن أهله قاموا بتركه في مدخل المشفى دون معرفة هوية ذويه".
وأضاف أنه بعد العثور على الطفل الذي لا يتجاوز عمره أياماً، أجريت له الفحوصات الطبية اللازمة له حيث تبين أن وضعه الصحي مستقر، فتم نقله إلى قسم الحواضن في قسم الأطفال داخل المشفى.
وتابع المصدر أنه تم إبلاغ قسم الشرطة التي بدورها قامت بتنظيم الضبط اللازم بالحادثة.
ظاهرة رمي الأطفال
في ذات السياق نقل الموقع عن المحامي أسامة الهجري تأكيده أن "ظاهرة رمي الأطفال من الأهل تعد جريمة يعاقب عليها القانون، وهي من الجرائم التي تمس الأسرة واسم هذا الجرم القانوني هو تسيب الولد أو العاجز".
وأشار إلى أن القانون يعاقب مرتكب الجرم بالسجن لمدة قد تصل إلى 15 عاماً، وذلك استناداً لأحكام المواد 484 و485 و188 و190 من قانون العقوبات السوري، في حين يمكن تخفيف الحكم عن والدة الطفل إذا أقدمت على ذلك مكرهة، لـ"صون شرفها" في حال كان الحمل والإنجاب خارج إطار الزواج.
وأضاف أن الشرطة تحضر الطفل بموجب ضبط ليتم تسجيله بالسجل المدني ليحمل قيداً مدنياً بعد أن يتم اختيار الاسم الأول له، علماً بأن الطفل مجهول النسب بعد تسجيله يملك كل حقوقه كمواطن سوري.
تكرر حوادث ترك الأطفال
في حادثة سابقة بمحافظة السويداء تخلّت امرأة مجهولة الهوية، عن طفلٍ يبدو أنه ابنها، في قاعة استقبال مشفى السويداء الوطني، وتركت معه رسالة اعتذار، طلبت فيها المسامحة، والاعتناء بالطفل.
وحضرت دورية من قسم شرطة المدينة التابع للنظام السوري إلى المشفى، واصطحبت الطفل، وصدر لاحقاً قرار قضائي قضى بتحويل الطفل إلى بيت اليتيم، من دون التوضيح إذا ما جرى التوصل لهوية الطفل وعائلته، وفقاً لشبكة "السويداء 24" المحلية.
ظاهرة رمي الأطفال في سوريا
وتنتشر في سوريا، في الآونة الأخيرة ظاهرة رمي الأطفال حديثي الولادة أمام المساجد وفي الأماكن المهجورة وبالقرب من المشافي، في ظاهرة جديدة وغريبة على المجتمع السوري.
ولم تعرف الأسباب الحقيقية التي تدفع الأسر للتخلي عن أطفالهم، إذ عثر خلال السنوات الأخيرة على العديد من هؤلاء الأطفال ضمن علب كرتونية أو ضمن حرامات شتوية أحياء يصارعون الجوع والأجواء الصعبة، بينما لم يحالف بعضهم الحظ وتوفي قبل أن يصل إليه أحد.
53 طفلاً لقيطاً في مناطق سيطرة النظام عام 2022
ووصل عدد الأطفال اللقطاء الذين تم توثيقهم من قبل شرطة النظام السوري إلى 53 طفلاً، منذ بداية عام 2022 حتى 23 تشرين الأول الماضي، وتوزع المجموع بين 28 ذكراً و25 أنثى.
ووفقاً لتصريح المدير العام لـ"الهيئة العامة للطب الشرعي" في سوريا، زاهر حجو لموقع "هاشتاغ سوريا" المقرب من النظام السوري، أن أكثر الحالات كانت في دمشق (12 حالة)، ثم حلب (10 حالات)، فريف دمشق (9 حالات)، مؤكداً عدم توافر بيانات دقيقة عن السنوات السابقة.
وأشار إلى أن الطبابة الشرعية تتسلم الطفل اللقيط عن طريق قسم الشرطة في كل منطقة بعد فتح ضبط بالحادثة.
ولفت حجو إلى أن الهيئة تتولى فحص الحالة الصحية للطفل، والتأكد من خلوه من الأمراض، ومعرفة إذا كان تعرض لأي نوع من الاعتداءات، وتحديد عمره وكيفية ولادته، وتدوين كل المعلومات المتعلقة به سواء كان حياً أو متوفىً، ثم يسلم إلى الشرطة، وهي تتخذ إجراءاتها بدورها.