البث المباشر
رفع النظام السوري الدعم عن مادة الخبز المخصصة لطلاب الجامعات، ما أدى إلى ارتفاع سعر ربطة الخبز إلى 6 أضعاف، من 200 إلى 1250 ليرة سورية.
وكشف مصدر من داخل السكن الجامعي في دمشق، أن القرار دفع بالعديد من الطلاب للتشارك فيما بينهم لشراء ربطة خبز واحدة أو ربطتين، وفق ما نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، اليوم الثلاثاء.
وانتقد المصدر رفع الأسعار على الطلاب الذين لجؤوا إلى السكن الجامعي بسبب سوء الظروف الاقتصادية، وهم في الأساس قادمون من محافظات أخرى.
ربطة كل 3 أيام
وبين المصدر وجود 17 ألف طالب وطالبة في السكن الجامعي، واستهلاكهم من الخبز لا يتجاوز 4 آلاف ربطة يومياً، بما يشمل تجمّع المزة والهَمك وبرزة وسكن التمريض، ما يعني أن الطالب يحصل على ربطة واحدة كل 3 أيام، وبعد تطبيق القرار انخفض الطلب على المادة إلى الربع.
وطالب المصدر بتأجيل تطبيق القرار حتى انتهاء الامتحانات، وإلى أن توضح الوزارة الآلية التي أعلنت عنها، عبر تطبيق جديد للطلاب والعازبين، مشدّداً على أن أسباب رفع السعر ما تزال مبهمة، ولا علم للسكن الجامعي بالمشكلة حتى يساعد بالحل.
وأكد المصدر أن القرار لا يشمل دمشق وحدها، إنما على مستوى سوريا (المناطق التي يسيطر عليها النظام)، ولفت إلى أن نسبة كبيرة من الخبز الذي حُرِمَ الطلاب منه باتت تذهب للمعتمدين، مطالباً بعقد اجتماع بحضور المعنيين في السكن الجامعي والمخابز واتحاد الطلبة، لاتخاذ قرارات إيجابية في صالح الطلاب.
وحذّر مصدر آخر في إدارة فرن السكن الجامعي بدمشق، من تداعيات قرار رفع سعر ربطة الخبز للطلاب خارج البطاقة الذكية، بحسب "الوطن".
أتمتة الدعم "الحكومي"
وبررت الوزارة قرارها الذي يشمل الطلاب ضمن فئات خاصة أخرى مثل العازبين أو وجود فرد من العائلة خارج المحافظة وغيرهم، بأنها تطبق توجيهات رئيس مجلس وزراء النظام، في أتمتة الدعم الحكومي، لضمان عدالة توزيع المواد المدعومة وعدم هدرها، وهو ما شكك به المصدر من داخل السكن الجامعي، نظراً للاستهلاك المنخفض جداً للطلاب بالأساس.
وادعت الوزارة أن رئاسة وزراء النظام وجهت كتابا في كانون أول 2021، يطلب من الوزارات والجهات التابعة لها، إبلاغ وزارة التجارة وحماية المستهلك، بالمواد المخصصة لها من المواد المدعومة (خبز-مازوت-بنزين)، ليتم استبدال الموافقات الورقية ببطاقة إلكترونية، خلال شهر واحد من كتاب رئيس مجلس الوزراء.
وزعمت الوزارة أنه الآن وبعد 8 أشهر من صدور الكتاب، لم تستجب له سوى بضع وزارات، مبينة أن جميع الموافقات الورقية سيتم إيقافها هذه المرة خلال مدة أقصاها شهر من تاريخ هذا المنشور، لكنّ مصدرا خاصا داخل الوزارة أخبر "الوطن" أن قراراً خاصا بطلاب الجامعات من المتوقع صدوره قريباً.
أزمة الخبز ورفع الدعم
ورفع النظام الدعم عن الخبز المخصص للمشافي الحكومية التابعة لوزارة الصحة، والهيئات الطبية المرتبطة برئاسة مجلس الوزراء، في محافظة حلب، كذلك فعلت بالجمعيات الخيرية بما فيها جمعيات الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة في المحافظة، خلال شهر تموز الجاري.
بالرغم من طرح عشرات الآليات لبيع الخبز خلال العامين الأخيرين، ما تزال حكومة النظام السوري تفشل في إيجاد حل حقيقي لعلاج أزمة توفير الخبز، وسط تخبّطٍ في التصريحات الرسمية أمام مشهد الازدحام والطوابير وإغلاق أفران عديدة بسبب عدم توافر الطحين.
ومع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، شهدت أسعار معظم السلع والمواد الأساسية في الأسواق السورية ارتفاعات مستمرة، بالتزامن مع تطبيق حكومة النظام قرار رفع الدعم عن فئات من السوريين. وسط تبرير حكومة النظام التي ترجع الارتفاع مرة إلى نقص المواد، ومرة إلى سعر الصرف، ومرة إلى الاحتكار أو وجود السوق السوداء. فضلاً عن تقاذف الاتهامات والمسؤوليات بين الجهات التابعة للنظام.
