أبلغت جامعة إسطنبول طلابها السوريين، بضرورة دفع رسوم التسجيل السنوية، وفق اللائحة الخاصة بتسجيل الطلبة الأجانب بحسب الفروع والكليات التي تضمّها الجامعة.
ووجّه مكتب "شؤون الطلاب الأجانب" في جامعة إسطنبول، رسائل باللغتين التركية والإنكليزية إلى الطلاب السوريين، عبر خدمة البريد الإلكتروني والهاتف المحمول، يبلغهم فيها صدور توجيهات جديدة من "مجلس التعليم العالي" (YÖK) منحَ من خلالها الجامعات الحكومية التركية إمكانية تحصيل الرسوم من الطلبة السوريين، ووفقاً لذلك "يتعيّن على طلابنا السوريين دفع الرسوم".
اقرأ أيضاً: المتفوقون السوريون في جامعات تركيا: تحدّيات مثمرة ومعاناة مزهرة
اقرأ أيضاً: تفوّق المهجّرين السوريين: إنجازٌ جديد في الجامعات التركية
وبحسب لائحة الرسوم المطبّقة على الطلبة الأجانب، فإن الأقساط السنوية التي يتعين على الطالب السوري دفعها اعتباراً منذ العام الدراسي الحالي، تتراوح بين 4 آلاف ليرة و30 ألف ليرة تركية، وذلك بحسب الفرع والاختصاص، حيث يدفع طالب الآداب 4 آلاف ليرة سنوياً (نحو 500 دولار أميركي)، بينما يدفع طالب الطب 30 ألف ليرة (نحو 3700 دولار أميركي).
يأتي ذلك بعد أن كان الطلبة السوريون معفيين من دفع تلك الأقساط، بوصفهم يقيمون على الأراضي التركية تحت بند "الحماية المؤقتة، ويكتفون بدفع مبالغ رمزية، كالطالب التركي.
انعكاسات القرار على الطلاب السوريين
وقال الطالب أمجد الساري، إن تعميم الـ (YÖK) حول دفع الرسوم ليس وليد اليوم، وإنما تم تبليغه للجامعات الحكومية التركية قبل انطلاق العام الدراسي الحالي، إلا أن الجامعات تفاوتت في تبليغ القرار لطلابها السوريين وتطبيق ما ورد فيه، ولأسبابها الخاصة تأخرت جامعة إسطنبول حتى اليوم.
اقرأ أيضاً: جامعات تركية تقبل طلبة دراسات عليا تخرجوا من جامعتين بإدلب وحلب
وأوضح الساري، في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، أن القرار، شكل صدمة لدى شريحة من الطلاب السوريين وخصوصاً الذين يدرسون في الكليات العلمية الطبية والهندسية بسبب ارتفاع الأقساط، وبالمقابل لم يشكّل عبئاً كبيراً على طلاب الفروع الأدبية والفنية.
وأضاف "بصرف النظر عن ارتفاع أو انخفاض الرسوم، فمجرد معاملة الطالب السوري اللاجئ كالطالب الأجنبي يعتبر إجحافاً بحقه، فوضع الطلاب السوريين الاستثنائي لا ينطبق تماماً على حالة الطالب الأجنبي الذي جاء بمحض إرادته للدراسة في تركيا ولديه المال الكافي للدراسة والإقامة".
القرار بيد الجامعة
وبالرغم من كل ذلك، يتابع الساري مشيراً إلى أن القرار ليس بالدرجة التي وصفها بعض الطلاب والناشطين السوريين، فمجلس التعليم العالي "ترك للجامعات اختيار الآلية التي تراها مناسبة في تعاطيها مع الطلبة السوريين، إذ إنه لم يلزم السوريين بدفع الأقساط وإنما ترك القرار لإدارة كل جامعة، ولها مطلق الحرية في مطالبة السوري بالدفع أم لا".
ويشير إلى أن جامعات تركية عديدة أعفت طلابها السوريين من الدفع، كجامعة غازي عينتاب التي تضمّ عدداً كبيراً من السوريين، بالإضافة إلى جامعة "محمد عاكف أرسوي" وجامعة "نامق كمال" اللتين أعفتا الطلاب من الدفع بعد رفعهم طلبا خاصا (ديلكشا) لإعفائهم، أما جامعة "كرمان أوغلو" فقد خفّضت من قيمة القسط بحيث يتناسب مع السوريين".
ويتجاوز عدد الجامعات التركية الحكومية الـ 110 جامعات في عموم الولايات التركية، ووصل عدد الطلبة السوريين فيها إلى نحو 21 ألفاً و140 طالباً في العام الدراسي 2019- 2020 وفق إحصائية مجلس التعليم العالي (YOK) بينما يصل عددهم في الجامعات الخاصة لنحو 2300 طالب، ونال نحو 23 طالباً وطالبة المرتبة الأولى على مستوى الجامعات الحكومية التي يدرسون فيها، خلال العام الدراسي الفائت.