حذّر الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات للصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين، اليوم الخميس، من تعرّض سوريا لتفشٍّ خطير للأمراض في أعقاب الزلزال المدمر الذي أصاب شمال غربي البلاد مع الجنوب التركي، في حال عدم توفّر المساكن الدائمة لمئات الآلاف النازحين في أقرب وقت.
وتحدث تشاباغين لوكالة "أسوشيتد برس" بعد عودته من حلب، أكبر مدن سوريا التي شهدت لسنوات بعض أسوأ المعارك في الحرب المستمرة في البلاد، قائلاً إن العائلات التي تعيش في ملاجئ مؤقتة من دون تدفئة كافية بحاجة ماسة إلى مساكن دائمة.
وأضاف: "إنهم ما زالوا يعيشون في ظروف صعبة جداً في غرف مدرسية شديدة البرودة. إذا استمر هذا لفترة طويلة من الزمن، فستكون هناك عواقب صحية".
وكانت حلب قد تفشّى فيها وباء الكوليرا في أواخر عام 2022. وأوضح تشاباغين أن تأثير الزلزال على الوصول إلى المساكن والمياه والوقود والبنية التحتية الأخرى قد يؤدي إلى تفشٍّ آخر، مضيفاً أن الكارثة كانت أيضاً مدمرة للصحة العقلية للسوريين.
وقال: "إذا كسر الصراع ظهورهم، أعتقد أن هذا الزلزال يكسر معنوياتهم الآن".
وأضاف تشاباغين أنه تم التخلي عن أحياء بكاملها في حلب، حيث اختار بعض السكان الانتقال إلى المناطق الريفية بعد الزلزال. نزح العديد من السوريين للمرة الثانية بعد الكارثة الطبيعية، وتركوا منازلهم بالفعل هربًا من الضربات الجوية والقصف.
"أكثر من 5 ملايين سوري بلا مأوى"
وقدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 5.3 ملايين سوري في جميع أرجاء البلاد التي ضربها الزلزال يمكن أن يصبحوا بلا مأوى إذا لم يتم تأمين المأوى والمساعدات القابلة للحياة.
وعلى المدى الطويل، يقول تشاباغين إن إعادة بناء البنية التحتية لسوريا التي أعاقتها الحرب، يجب أن تكون أولوية. ومع ذلك، فإن الأزمة الاقتصادية في سوريا تجعل التعافي السريع بعد الزلزال أكثر تعقيداً.
وأوضح تشاباغين خلال جولته في حلب بأن المساعدات التي تقلصت على مر السنين تصل الآن بكميات أكبر. وأخبرته إحدى النساء أنها عانت من تضاؤل المساعدات في السنوات الأخيرة، لكن "بطريقة ما أعاد هذا الزلزال المساعدة الإنسانية حتى تتمكن (هي) من تناول الطعام مرة أخرى" ، وفق تعبيره.
وختم قائلاً: "مع ذلك، لا تزال هناك فجوات كبيرة في السلع الأساسية. بعض سيارات الإسعاف تعاني من أجل الحصول على الوقود، حتى بعض سياراتنا تكافح من أجل الحصول على الوقود".