أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إرسال شحنة إمدادات طبية للتعامل مع تفشي وباء الكوليرا، مؤكدة على أن انتشار المرض "تهديد للعالم بأسره".
وقالت المنظمة إنها أرسلت شحنة تتضمن محاليل معالجة الجفاف عن طريق الفم، واختبارات تشخيصية سريعة، تكفي لعلاج 2000 حالة كوليرا حادة، ونحو 190 ألف حالة إسهال خفيف، وذلك من مركزها اللوجستي في مدينة دبي لدعم الاستجابة لتفشي وباء الكوليرا في سوريا.
Today, @WHO received a shipment of cholera kits,oral rehydration solutions,& rapid diagnostic tests from its logistics hub in Dubai to support the cholera outbreak response in Syria.These supplies are enough to treat 2000 severe cholera cases and almost 190000 mild diarrhea cases pic.twitter.com/RUANsNKCE1
— WHO Syria (@WHOSyria) September 19, 2022
إصابات الكوليرا في سوريا
في آخر تحديث لبياناتها، أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري، في 17 من أيلول الحالي، وصول عدد الإصابات المثبتة بمرض الكوليرا في مناطق سيطرة النظام إلى 201 إصابة معظمها في محافظة حلب، بينما بلغ عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بالمرض 14 حالة وفاة.
ويوم أمس الإثنين، أفادت مصادر طبية لموقع "تلفزيون سوريا" بتسجيل أوّل إصابة بمرض الكوليرا، لرجل يبلغ من العمر 40 عاماً، في منطقة جرابلس شمال غربي سوريا.
ورصد "تلفزيون سوريا" انتشار مرض الكوليرا في عدة مناطق تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" شمال شرقي سوريا، وفي مناطق سيطرة النظام السوري، في حين تم الإبلاغ عن الحالات في عدة محافظات سورية، منها حلب واللاذقية ودير الزور.
وسبق أن قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي في سوريا "أوتشا" إنه "بناء على تقييم سريع أجرته السلطات الصحية والشركاء، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط بشرب الأشخاص مياه غير آمنة من نهر الفرات، واستخدام المياه الملوثة لري المحاصيل، مما يؤدي إلى تلوث الغذاء".
الإمدادات ستوزع بالتساوي
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أحمد المنظري، قوله إن السلطات الصحية السورية تنسق مع المنظمة الدولية لاحتواء تفشي المرض، مؤكداً على أن انتشار الكوليرا "تهديد لسوريا والمنطقة والدول المجاورة والعالم بأسره".
وأشار المنظري إلى أن طائرة منظمة الصحة العالمية التي هبطت في سوريا تحمل نحو 30 طناً من الإمدادات، لدعم السلطات الصحية للتعامل مع الأزمة، مضيفاً أن طائرة أخرى من المقرر أن تصل الأربعاء المقبل، محملة بكمية مماثلة من الإمدادات.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن الإمدادات ستوزع بالتساوي حسب الاحتياجات، بما في ذلك في مناطق شمال غرب سوريا وشمال شرقها.
55 % من مرافق الرعاية الصحية لا تعمل
وأوضح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أن المنظمة تعمل على "تعزيز المراقبة للتعرف إلى الحالات، وإعطاء المرضى العلاج المناسب وتتبع المصابين والمخالطين لهم".
وعن البنى التحتية لمرافق الرعاية الصحية في سوريا، قال المسؤول الأممي إن "55 % من مرافق الرعاية الصحية و30 % من المستشفيات لا تعمل، بسبب نقص الكهرباء، مما يدفعها إلى استخدام المولدات، وهو أمر غير مستدام".
وأضاف المنظري أن "العديد من العاملين الصحيين السوريين غادروا البلاد على مر السنين ، مما أدى إلى نقص الكوادر العاملة في إدارة الخدمات المختلفة"، مؤكداً على أن الوضع الصحي في سوريا "صعب للغاية".
15 % من سكان سوريا تلقوا لقاح "كورونا"
وفي شأن منفصل، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية إن نحو 2.5 مليون شخص في سوريا تلقوا جرعة واحدة من لقاح "كورونا"، ما يعادل 15 % من سكان سوريا، في حين يصل عدد من تلقوا جرعتين من لقاح "كورونا" إلى نحو 13 %.
ولفت المسؤول الأممي إلى أن هذه الأرقام "منخفضة جداً مقارنة بأهدافنا التي كان من المفترض أن تصل إلى 40 % بنهاية حزيران الماضي و70 % بنهاية العام 2020".