تعرّض المصوّر السوري (أمير الحلبي)، أمس السبت، لـ اعتداء عنيف مِن قبل عناصر الشرطة الفرنسيّة، خلال تغطيته لـ مظاهرة في العاصمة باريس.
وتناقل عدد مِن الناشطين السوريين والفرنسيين، صوراً لـ"الحلبي" مضمّداً والدم ينزف مِن رأسهِ قائلين إنّه "تعرّض لـ ضربٍ وحشي وعنيف مِن قبل عناصر الشرطة الفرنسيّة"، ونُقل إلى أحد المشافي في باريس وكان فاقداً للوعي مِن شدّة الضرب.
واستنكرت منظمة "مراسلون بلا حدود" عنف الشرطة الفرنسيّة ضد مصوّر سوري، مشيرةً إلى أنّ هذا العنف "غير مقبول".
وكتب الأمين العام للمنظمة (كريستوف ديلوار) - عبر حسابه على "تويتر" - قائلاً "إنّ (أمير الحلبي) الذي يتعاون مع وكالة (أ.ف.ب) كان يغطّي مظاهرة ساحة الباستيل كمستقل، أصيب في وجهه بهراوة".
وأضاف "كل تضامننا مع أمير الحلبي.. إن عنف الشرطة هذا غير مقبول، جاء أمير من سوريا إلى فرنسا للجوء هناك، كما فعل العديد من الصحفيين السوريين الآخرين"، مردفاً "ليس على دولة حقوق الإنسان أن تهددهم، بل أن تحميهم".
— Christophe Deloire (@cdeloire) November 28, 2020
المصور السوري أمير الحلبي
كان المصوّر أمير الحلبي مِن الناشطين والمصّورين البارزين في تغطية أحداث الثورة السوريّة ضد استبداد نظام الأسد، كما كان - حسب ناشطين - واحداً مِن المتطوعين في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، وفقدَ والده في قصفٍ جوي لـ"النظام"، قبل سنوات.
وصل أمير الحلبي (25 عاماً) إلى فرنسا في ربيع عام 2017، وفاز خلال العام ذاتهِ بإحدى أهم الجوائز العالمية للتصوير "وورلد بريس فوتو" في فئة "سبوت نيوز ستوريز"، وبدأ هناك فور وصولهِ بدراسة التصوير في معهد "سبيوس".
وقدّم "الحلبي" في العام 2018 معرضاً في باريس، عرض فيه صوراً مِن حلب وصوراً رومانسية من باريس ومنطقة النورماندي.
واستنكرت العديد مِن المؤسّسات الإعلامية السوريّة المعارضة وعشرات الناشطين، ما تعرّض له المصّور (أمير الحلبي) مِن اعتداءات الشرطة الفرنسيّة، خلال تغطيته مظاهرة لـ دعم حرية التعبير في فرنسا.
— المركز الإعلامي العام MMC (@MMCSYR) November 28, 2020
يذكر أنّ العاصمة باريس شهدت، خلال اليومين الفائتين، احتجاجات واسعة على مشروع قانون يفرض قيوداً على تصوير رجال الشرطة خلال أداء مهامهم، استنكر خلالها المحتجّون هذه الخطوة باعتبارها مقيّدة لـ حرية الصحافة.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الجمعة الفائت، مقطعاً مصوّراً يُظهر اعتداء عناصر شرطة فرنسيين على مواطن فرنسي مِن أصول إفريقية بالضرب داخل مقر عملهِ في استديو موسيقا خاصٍّ به، ما أثار صدمة كبيرة داخل فرنسا وصلت إلى رئيس البلاد (إيمانويل ماكرون)، مروراً بشخصيات بارزة في عالم الموسيقا والرياضة.