أعلنت المخابرات الأميركية عن منعها لعمدة مسلم من نيوجيرسي من حضور احتفالات البيت الأبيض بمناسبة عيد الفطر ولقاء الرئيس جو بايدن.
فقبل فترة قصيرة من انطلاقه إلى البيت الأبيض من أجل حضور الاحتفال، تلقى العمدة محمد خير الله مكالمة هاتفية من البيت الأبيض أبلغ من خلالها بأن الشرطة السرية لم تصرح له بالدخول ولهذا لا يمكنه حضور الاحتفال الذي عايد فيه بايدن المئات من ضيوفه، وذكر بأن مسؤول البيت الأبيض لم يشرح له سبب منعه من الدخول.
ولذلك أبلغ خير الله، 47 عاماً، قسم نيوجرسي لدى مجلس الشؤون الإسلامية الأميركية بعدم السماح له بحضور الحفل.
فما كان من المجلس إلا أن طالب إدارة بايدن بمنع مكتب التحقيق الفيدرالي من نشر معلومات تتصل ببيانات فحص الإرهاب التي تشتمل على بيانات الآلاف من الأشخاص، كما أبلغ المجلس خير الله أن شخصاً يحمل اسمه نفسه وتاريخ ميلاده موجود ضمن قاعدة البيانات التي حصل عليها محامو المجلس في عام 2019.
كان خير الله من الخطباء المفوهين الذين اعترضوا على منع السفر الذي فرضه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والذي يمنع مواطني عدة دول ذات غالبية إسلامية من دخول الولايات المتحدة، وذلك لكونه هو نفسه قد سافر إلى بنغلاديش وسوريا للقيام بعمل إنساني برفقة الجمعية الطبية السورية الأميركية ومؤسسة وطن.
وحول ما جرى معه بعد منعه من الوصول إلى البيت الأبيض علق خير الله بالقول: "لقد حيرني الموقف وصدمني وأصابني بخيبة أمل كبيرة"، وذلك في أثناء عودته إلى بيته في نيوجيرسي مساء يوم الإثنين، وأضاف: "القضية ليست قضية منعي من حضور حفل ما، بل إن سبب المنع هو المهم هنا، إذ هنالك قائمة وأنا موجود فيها بسبب هويتي، بيد أني لم أتصور بحياتي أن يتم تحقير أعلى منصب في الولايات المتحدة عبر هذا التنميط".
من جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم الشرطة السرية الأميركية، أنطوني غوغليلمي، عدم السماح لخير الله بدخول مقر البيت الأبيض، بيد أنه رفض الإدلاء بأي تفاصيل تتعلق بسبب المنع، فقد انتخب خير الله لولاية خامسة في منصبه كعمدة لإحدى البلدات بولاية نيوجيرسي في شهر كانون الثاني الماضي.
وفي تصريح لغوغليلمي، قال: "في الوقت الذي نأسف فيه لما تسبب به هذا الأمر من إحراج، إلا أنه لم يسمح للعمدة بأن يدخل مقر البيت الأبيض هذا المساء، وللأسف لا يمكننا أن نعلق أكثر على طريقة وأسلوب الحماية اللذين نستخدمهما لتنفيذ عملياتنا الأمنية في البيت الأبيض".
كما رفض البيت الأبيض التعليق على الموضوع.
في حين وصف صلاح الدين مقصود، المدير التنفيذي لقسم نيوجيرسي لدى مجلس الشؤون الإسلامية الأميركي، تلك الحركة بأنها: "غير مقبولة على الإطلاق ومهينة"، وأضاف: "إن كانت تلك الأمور تحدث مع شخصيات مسلمة-أميركية رفيعة ومحترمة مثل العمدة خير الله، فإن ذلك يطرح السؤال الآتي: ما الذي يحدث للمسلمين الذين ليس لديهم منصب ولا شهرة كتلك التي يتمتع بها خير الله؟"
وفي السياق ذاته، ذكر خير الله أن السلطات استوقفته في عام 2019 واستجوبته في مطار جون إف كينيدي بنيويورك لمدة ثلاث ساعات، وسألوه إن كان يعرف أي إرهابي، وقد حدثت تلك الواقعة في أثناء عودته إلى الولايات المتحدة عقب زيارة عائلية قام بها إلى تركيا حيث يعيش أهل زوجته.
وفي حادثة أخرى، تم احتجازه لفترة قصيرة على الحدود الأميركية-الكندية أثناء عودته إلى بلده برفقة أسرته.
في حين ذكر المجلس بأن خير الله ساعد الحزب الديمقراطي في نيوجيرسي على جمع أسماء الوجهاء المسلمين في المنطقة وذلك لدعوتهم إلى احتفال العيد في البيت الأبيض، وخلال عطلة نهاية الأسبوع تمت استضافته في حفل أقامه حاكم ولاية نيوجيرسي في قصره.
يذكر أن خير الله ولد في سوريا، إلا أن أسرته نزحت بعدما أخذ نظام حافظ الأسد يمارس قمعه على الشعب في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ولهذا هربت أسرته إلى السعودية قبل أن تنتقل إلى أميركا في عام 1991، ومنذ ذلك الحين وهو يعيش هناك.
حصل خير الله على الجنسية الأميركية في عام 2000 وانتخب للمرة الأولى عمدة للمدينة في عام 2001، كما أمضى 14 سنة وهو يعمل متطوعاً في مجال الإطفاء في منطقته.
سافر خير الله سبع مرات إلى سوريا برفقة منظمات إغاثة إنسانية وذلك خلال الفترة الواقعة ما بين عامي 2012-2015 في الوقت الذي امتدت فيه الحرب لمعظم أرجاء البلد، وعن ذلك يقول: "أنا سوري وأنتم تعرفون مدى صعوبة أن تشاهدوا ما ترونه عبر التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي دون أن تقدموا أي استجابة لمساعدة الناس، وهذا يفسر سبب إحساسنا بعجز شديد".
المصدر: ABC News