أفادت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا بأن "الشبيبة الثورية" اعتقلت عمران عليكو في بلدة الدرباسية بريف الحسكة، بذريعة تهريب ابنته القاصر التي جنّدتها "الشبيبة"، في وقتٍ سابق.
وعمران عليكو هو والد القاصر روان (16 عاماً)، التي جنّدتها "الشبيبة الثورية" ضمن صفوف "وحدات حماية المرأة" التابعة لـ"وحدات حماية الشعب - YPG"، مطلع تشرين الأول من العام المنصرم.
وبحسب ما ذكر مصدر من عائلة "عليكو" لـ موقع تلفزيون سوريا فإنّ "مجموعة ملثمة وبتوجيهات من الشبيبة الثورية اعتقلت عمران عليكو من سوق بلدة الدرباسية، يوم الخميس الفائت".
وأضاف المصدر أن "جهاز الاستخبارات في (الإدارة الذاتية) يرفض إطلاق سراحه، قبل موافقة الشبيبة الثورية، التي بررت عملية الاعتقال بسبب تهريبه القاصر روان من أحد معسكراتها في ريف الحسكة".
وبعد ساعات من اعتقال عمران عليكو، هاجمت مجموعة من "الشبيبة الثورية" منزله وأرهبوا النساء والأطفال وصادروا جميع الهواتف والأجهزة الإلكترونية في المنزل، بعد إهانة أفراد العائلة واتهامهم بـ"الخيانة والوقوف خلف تهريب ابنتهم".
وأكّد المصدر أنّ "العائلة لا تملك أي معلومات عن مصير ابنتهم روان، ولديهم تخوفات كبيرة من المصير المجهول لها وإمكانية إقدام الشبيبة الثورية على إيذائها وتوجيه تهم مفبركة لوالدها للتهرّب من المسؤولية عن مصير حياتها".
وأشار إلى أنّ العائلة حاولت سابقاً وأكثر من مرّة استعادة ابنتهم، وذلك عبر مكتب "حماية الطفولة" التابع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وتوجيه نداء إلى قائد "قسد" مظلوم عبدي وتدخل المجلس الوطني الكردي للضغط عبر وفد الخارجية الأميركية في شمال شرقي سوريا، إلا أنّ "الشبيبة الثورية" رفضت إعادة الفتاة، وهدّدت والدها بالاعتقال في حال استمرار ظهوره على وسائل الإعلام للمطالبة بابنته.
وبحسب المصدر فإنّ عائلة "عليكو" وبسبب معارضتها لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي - PYD" تعرّضت، خلال السنوات الماضية، لاستهداف متكرّر من خلال اعتقال وخطف وتعذيب العديد من أفرادها، إلى جانب خطف وتجنيد القاصر لوند إسماعيل عليكو، قبل إعلان مقتله، في عام 2019، بمعارك الباغوز شرقي دير الزور.
وطالب المصدر، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية والخارجية الأميركية بالتدخل لإطلاق سراح عمران عليكو، وكشف مصير القاصر روان.
اقرأ أيضاً.. الحسكة.. بيانات عائلية تدين اختطاف "قسد" للفتيات وتجنيدهنّ
و"الشبيبة الثورية" أو ما يعرف كردياً بـ "جوانن شورشكر- Ciwanên Şoreşger"، هي مجموعة تتألف من شبان وشابات - معظهم قاصرون - لا يتبعون فعلياً لأي من مؤسسات "الإدارة الذاتية"، ويُقادون من قبل كوادر (قادة عسكريين) ينتمون لـ "حزب العمال الكردستاني - PKK".
وتتهم "الشبيبة الثورية" بالوقوف خلف عمليات تجنيد الأطفال والقاصرين وحرق مقار الأحزاب المعارضة للإدارة الذاتية إلى جانب تهديد وخطف الناشطين السياسيين والمعارضين في المنطقة.
ومن أبرز معسكرات "الشبيبة الثورية" معسكر (تل موزان) في منطقة عامودا ومعسكر (كبكا) في ريف القامشلي الجنوبي، ومعسكر (مشتى النور) جنوبي عين العرب "كوباني" إضافة إلى معسكر آخر في المالكية شرقي الحسكة.
وكشف مصدر مطلع عن تجنيد "الشبيبة الثورية" لأكثر من 100 طفل وقاصر في محافظة الحسكة وحدها، خلال العام الجاري، وسط تهديد "كوادر" حزب العمال الكردستاني بمحاسبة ذوي الأطفال في حال التحدث أو الظهور على وسائل الإعلام.