أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم السبت، تقريراً بمناسبة اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال والأبرياء، وثقت فيه قضاء 29791 طفلاً في سوريا منذ عام 2011 بينهم 181 تحت التعذيب.
وقال تقرير الشبكة: "تعرَّض الأطفال في سوريا طيلة قرابة 12 عاماً منذ اندلاع الحراك الشعبي في آذار 2011 لأفظع أشكال العدوان، بما فيها القتل، العنف الجنسي، التجنيد، استهداف المدارس والمشافي، ومحدودية وصول المساعدات الإنسانية من مختلف أطراف النزاع المسلح في سوريا".
وحذرت الشبكة من أن كل ما سبق تسبب في معاناة قسم من الأطفال باضطرابات نفسيَّة قد يمتد أثرها لعقود مقبلة.
وأشار تقرير الشبكة إلى مسؤولية النظام السوري وحليفيه الروسي والإيراني عن النسبة العظمى من الانتهاكات بحق الأطفال، حتى وصلت بعضها وفقاً للشبكة إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية مثل الإخفاء القسري، التعذيب، التشريد القسري.
وأوضح التقرير أن الأطفال في سوريا منذ عام 2011 تعرضوا لشتى أنواع الاعتداء بحقهم حيث قال إنه "لا يكاد يمرُّ انتهاك يتعرَّض له المجتمع السوري دون أن نسجل ضمنه أطفالاً، وقد تراكم حجم هائل من العدوان على الأطفال على مدى السنوات الإحدى عشرة السابقة".
ووثقت الشبكة في تقريرها الصادر اليوم حصيلة أبرز الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الأطفال في سوريا منذ آذار 2011 حتى حزيران من العام الجاري وفقاً لقاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
أولاً: القتل خارج نطاق القانون:
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان منذ آذار 2011 حتى حزيران 2022 مقتل 29791 طفلاً على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، يتوزعون على النحو الآتي:
- قوات النظام السوري وحلفاؤه: 22947 بينهم 12895 طفلاً ذكراً، و10052 طفلة أنثى.
- القوات الروسية: 2042 بينهم 1418 طفلاً ذكراً، و624 طفلة أنثى.
- تنظيم "الدولة": 958 بينهم 564 طفلاً ذكراً، و394 طفلة أنثى.
- هيئة "تحرير الشام": 72 بينهم 66 طفلاً ذكراً، و6 طفلات.
- "قوات سوريا الديمقراطية": 238 بينهم 139 طفلاً ذكراً، و99 طفلة أنثى.
- جميع فصائل المعارضة المسلحة / الجيش الوطني: 998 بينهم 560 طفلاً ذكراً، و438 طفلة أنثى.
- التحالف الدولي: 925 بينهم 622 طفلاً ذكراً، و303 طفلات.
- جهات أخرى: 1611 بينهم 1075 طفلاً ذكراً، و536 طفلة أنثى.
ثانياً: الاعتقال/ الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري:
بحسب قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإنَّ ما لا يقل عن 5074 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال/ الاحتجاز أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار 2011 حتى حزيران 2022، يتوزعون على النحو الآتي:
- قوات النظام السوري: 3653 بينهم 3196 طفلاً ذكراً، و457 طفلة أنثى.
- تنظيم "الدولة": 319 بينهم 298 طفلاً ذكراً، و21 طفلة أنثى.
- هيئة "تحرير الشام": 44 بينهم 39 طفلاً ذكراً، و5 طفلات.
- "قوات سوريا الديمقراطية": 699 بينهم 345 طفلاً ذكراً، و354 طفلة أنثى.
- جميع فصائل المعارضة المسلحة / الجيش الوطني: 359 بينهم 268 طفلاً ذكراً، و91 طفلة أنثى.
ثالثاً: الضحايا بسبب التعذيب:
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان منذ آذار 2011 حتى حزيران 2022 مقتل ما لا يقل عن 181 طفلاً (جميعهم من الذكور) قضوا تحت التعذيب على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، يتوزعون على النحو الآتي:
- قوات النظام السوري: 174
- تنظيم "الدولة": 1
- هيئة "تحرير الشام": 2
- "قوات سوريا الديمقراطية": 1
- جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني: 1
- جهات أخرى: 2
رابعاً: حوادث الاعتداء على المدارس:
وثقت الشبكة السورية تعرض ما لا يقل عن 1601 مدرسة في سوريا لاعتداءات من قبل أطراف النزاع والقوى المسيطرة، منذ آذار 2011 حتى حزيران 2022، توزعت بحسب الجهة الفاعلة على النحو الآتي:
- قوات النظام السوري: 1199
- القوات الروسية: 221
- تنظيم "الدولة": 25
- هيئة "تحرير الشام": 3
- جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني: 35
- "قوات سوريا الديمقراطية": 13
- التحالف الدولي: 25
- جهات أخرى: 80
أنماط مختلفة من الانتهاكات يتعرض لها أطفال سوريا
وأشارت الشبكة إلى أن هناك أنماطاً أخرى من العدوان يتعرض لها الأطفال في سوريا، فقد مارست جميع أطراف النزاع سياسة التجنيد الإجباري، كما يشكل الابتزاز الروسي بالاستخدام التعسفي لـ "الفيتو" في مجلس الأمن في وجه إدخال المساعدات الإنسانية عدواناً صريحاً على مئات آلاف الأطفال المشردين قسرياً في شمالي سوريا، فبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فإن هناك ما لا يقل عن 2.5 مليون طفل نازح في سوريا، يعيش معظمهم داخل مخيمات أو خيام تمتد على مساحات واسعة في معظم المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام، وتتركز على الحدود التركية السورية.
وأضافت أن النازحين بمن فيهم من الأطفال يعانون من أسوأ الظروف المعيشية من انعدام أبسط مقومات الحياة من النظافة والخصوصية والحمامات والمسكن الآمن.
وأضافت الشبكة أن قلة المراكز الصحية والتعليمية في المخيمات سببت تدني مستويات الصحة وكبدت الطفل معاناة التنقل إلى أماكن أخرى لتلقي الرعاية الصحية، وحرمانه من الالتحاق بالتعليم؛ ما تسبب في انتشار الأمراض والأمية بين الأطفال النازحين.
وأشارت أيضاً إلى أن أعدادا هائلة من الأطفال توجهوا نحو سوق العمل، حيث تعرض قسم كبير منهم لأسوأ أشكال عمالة الأطفال.
وطالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان جميع دول العالم المصدقة على اتفاقية حقوق الطفل، بالوفاء بالالتزامات المرتبة عليها لمحاسبة النظام السوري وفضح ممارساته الإجرامية بحق أطفال سوريا، وبذل كل جهد ممكن للتخفيف منها وإيقافها، محذرةً في الوقتِ ذاته من أن استمرار هذه الانتهاكات سيتسبَّب بعواقب يصعب التنبؤ بها.