icon
التغطية الحية

الشبكة السورية: تقرير أممي يؤكد أن سوريا أسوأ البلدان انتهاكاً لحقوق الأطفال

2023.07.24 | 16:54 دمشق

آخر تحديث: 27.07.2023 | 15:47 دمشق

الشبكة السورية: تقرير أممي يؤكد أن سوريا أسوأ البلدان انتهاكاً لحقوق الأطفال
أطفال سوريون في مخيم الزعتري ـ رويترز
تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن تقرير الأمم السنوي حول "الأطفال والنزاع المسلح" عن عام 2022، يؤكد مجددا أن سوريا من أسوأ بلدان العالم في عدة أنماط من الانتهاكات.

وقدَّم الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي تقريرَه السنوي حول "الأطفال والنزاع المسلح" عن عام 2022، وقد سلَّط التقرير الضوء على الاتجاهات السائدة فيما يتعلق بأثر النزاع المسلح على الأطفال، وتضمَّن الانتهاكات المرتكبة من قبل أطراف النزاع من قوات حكومية وجماعات مسلحة أخرى تابعة للحكومة، أو مناهضة لها، بحقِّ الأطفال في عدة دول من بينها سوريا في عام 2022.

كما يُحدد التقرير المسؤولين عن الانتهاكات. وتشمل الانتهاكات التي يوثقها التقرير: تجنيد الأطفال واستخدامهم، القتل والتشويه، اغتصاب الأطفال وغير ذلك من أشكال العنف الجنسي ضدهم، الاعتداء على المدارس والمشافي، اختطاف الأطفال.

فيما يتعلق بسوريا، قال التقرير إنه تحقق من وقوع 2438 انتهاكاً جسيماً ضدَّ الأطفال في سوريا ،تضمَّنت القتل والتشويه، والتجنيد، والاحتجاز والاختطاف، والعنف الجنسي، والهجمات على المدارس والمشافي، واستخدامها لأغراض عسكرية، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وتضرر منها ما لا يقل عن 2407 طفلاً ، وذلك في عام 2022، وبذلك فإن سوريا جاءت رابعاً بعد الكونغو وإسرائيل ودولة فلسطين، والصومال من حيث حصيلة الانتهاكات، فيما حلَّت ثانياً بعد الكونغو من حيث عدد الأطفال المتضررين من تلك الانتهاكات. وقد لفت التقرير إلى أنَّ عمليات الرصد بشكل عام قد واجهت عقبات بسبب القيود التي تحدُّ من سبل الوصول.

سوريا مقارنة مع بقية بلدان العالم

وقالت الشبكة السورية إنها قارنت سوريا مع بقية بلدان العالم ولاحظت ما يلي:

  • سوريا الأسوأ في العالم من حيث تجنيد واستخدام الأطفال.
  • رابع أسوأ بلد في العالم من حيث عمليات القتل والتشويه.
  • رابع أسوأ بلد في العالم من حيث استخدام المدارس والمشافي لأغراض عسكرية.

 

ومن خلال تحليلنا لما جاء في التقرير لاحظنا التالي:

  1. تصدَّر النظام السوري وحلفاؤه مرتكبي الانتهاكات المرتبطة بالقتل والتشويه. فيما حلَّت قوات سوريا الديمقراطية ثانياً من حيث الانتهاك ذاته.
  2. على صعيد تجنيد واستخدم الأطفال تصدرت قوات سوريا الديمقراطية بقية أطراف النزاع، تلاها جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني، وحلَّت هيئة تحرير الشام ثالثاً.
  3. تصدَّر النظام السوري وحلفاؤه بقية أطراف النزاع من حيث حوادث الاعتداء على المدارس، فيما تصدَّرت قوات سوريا الديمقراطية بقية أطراف النزاع من حيث استخدام المدارس والمشافي لأغراض عسكرية، وحلَّت قوات النظام السوري ثانياً.
  4. استخدم التقرير تركيب "القوات الجوية الموالية للحكومة"، ونحن في الشبكة السورية لحقوق الإنسان نعتقد أنه كان من الأفضل تحديد القوات الروسية، حيث إنه من المعلوم أنَّ القوات الروسية هي الحليف الوحيد للنظام السوري الذي يملك سلاح الطيران. وهذا مثبت في عشرات التقارير الصادرة عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، كما أنَّ روسيا ذاتها اعترفت غيرَ مرة عبر مئات التصريحات الرسمية بأنها نفَّذت مئات آلاف الطلعات الجوية في سوريا.

أبرز الانتهاكات

وفيما يلي أبرز الانتهاكات التي أوردها التقرير:

أولاً: القتل والتشويه:

جاء في التقرير أن القتل وتشويه الأطفال تصدَّر جميع الانتهاكات التي سجلها، وقد تعرض 8631 طفلاً للقتل والتشويه ، وأشار إلى أن استخدام الذخائر المتفجرة، بما في ذلك المتفجرات من مخلفات الحرب والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع والألغام الأرضية، مثَّل نحو 26 % من الأساليب المستخدمة في قتل الأطفال وتشويههم.

في سوريا تحقق التقرير من قتل وتشويه 711 طفلاً، قتل منهم 307، وتعرَّض 404 للتشويه ، مما جعلها رابع أسوأ بلد في العالم من حيث عمليات القتل والتشويه بعد أوكرانيا وأفغانستان والصومال. ووفقاً للتقرير فإن نحو 53 % من حالات القتل والتشويه نتجت عن انفجار ذخائر من مخلفات الحرب و30 % نتيجة عمليات القصف. ونسب التقرير 364 حادثة قتل وتشويه إلى جناة مجهولي الهوية، فيما كانت قوات النظام السوري هي أسوأ أطراف النزاع من حيث حالات القتل والتشويه بـ 178 طفلاً، تلتها قوات سوريا الديمقراطية (وحدات حماية الشعب/ وحدات الحماية النسوية/ قوات الأمن الداخلي الخاضعة لسلطة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا) بـ 147 طفلاً.

ثانياً: التجنيد والاستخدام: 

سجل التقرير تجنيد واستخدام 7622 طفلاً، وكانت سوريا أسوأ بلد في العالم من حيث تجنيد واستخدام الأطفال، فوفقاً للتقرير تم تجنيد واستخدام 1696 طفلاً في سوريا في عام 2022 ، موضحاً أن 1688 منهم قد استخدموا في القتال. وهنا نشير إلى ارتفاع هذه الحصيلة عما سجله التقرير السابق للأمين العام الذي ذكر تجنيد واستخدام 1296 طفلاً في سوريا في عام 2021 ، وكذلك عن التقرير الأسبق الذي ذكر تجنيد واستخدام 813 طفلاً في سوريا في عام 2020 .

وفقاً للتقرير فقد تصدرت قوات سوريا الديمقراطية (وحدات حماية الشعب/وحدات الحماية النسوية/ قوات الأمن الداخلي الخاضعة لسلطة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا) بقية أطراف النزاع من حيث تجنيد الأطفال واستخدامهم بـ 658 حالة، تلاها فصائل في المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني بـ 611، فيما حلت هيئة تحرير الشام ثالثاً بـ 383 حالة.

ثالثاً: الاحتجاز والاختطاف:

سجل التقرير اعتقال طفلين ، أحدهما على يد قوات النظام السوري والآخر على يد قوات سوريا الديمقراطية، بذريعة ارتباطهما بجماعات مسلحة. وذكر التقرير أنه مع نهاية عام 2022، كان لا يزال أزيد من600  طفل، من ضمنهم أطفال أجانب، لا يزالون محتجزين في شمال شرق سوريا، وذلك بذريعة ارتباطهم بجماعات مسلحة، لا سيما تنظيم داعش.

رابعاً: الهجمات على المدارس والمشافي:

تحقَّق التقرير من 17 هجوماً على مدارس ومشافٍ في سوريا في عام 2022  (بما في ذلك الأشخاص المشمولين بالحماية ممن لهم صلة بالمدارس والمشافي)، 5 منها كانت على يد القوات الحكومية والقوات الموالية لها، بينها 2 نسبها التقرير للقوات الجوية الموالية للحكومة، ونشير هنا إلى أنَّ القوات الروسية هي الحليف الوحيد للنظام السوري الذي يملك سلاح الطيران.

وعلى صعيد استخدام المدارس والمشافي لأغراض عسكرية، فقد سجل التقرير 50 حادثة (48 مدرسة، 2 مشفى)، وحمَّل مسؤولية 42 منها لقوات سوريا الديمقراطية (وحدات حماية الشعب الكردية، وحدات الحماية النسوية)، فيما حلَّت ثانياً القوات الحكومية والقوات الموالية لها بـ 6 حوادث.

خامساً: منع وصول المساعدات:

تحققت الأمم المتحدة من 7 حوادث حالات منع إيصال المساعدات الإنسانية ، وكان تنظيم داعش أسوأ أطراف النزاع بـ 3 حوادث، تلته قوات سوريا الديمقراطية وجميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني بـ 1 لكل منهما إضافةً إلى حادثة نسبها التقرير القوات الجوية الموالية للحكومة، وهنا نؤكد مجدداً أنَّ القوات الروسية هي الحليف الوحيد للنظام السوري الذي يملك سلاح الطيران، ونشير إلى استخدام النظام الروسي للفيتو في مجلس الأمن لعرقلة دخول المساعدات الإنسانية ما لا يقل عن 5 مرة.