عادت الحركة السياحية إلى بحيرة "أوزنغول" جنوب شرقي ولاية طرابزون التركية المطلة على البحر الأسود، بعد أن خففت تركيا من إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا. والبحيرة الشهيرة وجهة رئيسية لكل السياح الوافدين إلى الولاية المليئة بالمناظر الطبيعية الساحرة.
وتستقطب سنويا قرابة مليون سائح، أقل من نصفهم من السياحة الوافدة وأهمها السياحة العربية، حيث باتت البحيرة وجهة معروفة ومشهورة في البرامج السياحية.
ولطالما انتشرت تلك الصورة المحببة في منطقة البحر الأسود، لمنظر من الأعلى للبحيرة التي تتوسط التلال الخضراء وبجانبها جامع، ومشهد مائدة الإفطار تزين تلك الصورة مع الإطلالة الساحرة.
وتشتهر "أوزنغول" بكثافة غاباتها وغطائها النباتي، وتتمتع بمرافق سياحية متنوعة، كما يستمتع الزوار بالأنشطة السياحية المختلفة، مثل ركوب الدراجات المائية، والقفز المظلي من المرتفعات، والسير بين أحضان الطبيعة.
لؤلؤة كل المواسم
عادة ما تجذب البحيرة السيّاح لرؤية منطقتها الخضراء وجمالها الطبيعي، إلا أنها شتاء تعدّ قِبلة الزوار للاستمتاع بمشاهدتها وقد تجمد سطحها إثر انخفاض درجات الحرارة.
ويؤدي انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في طرابزون، إلى تجمّد سطح بحيرة "أوزنغول" وبعض الأنهار التي تصب بها، في مشهد طبيعي ضمن غابات الصنوبر التي تغطي المنطقة.
البحيرة لؤلؤة الأماكن السياحية في منطقة شرق البحر الأسود، وباستثناء فترة الحظر بسبب كورونا، يتواصل الموسم السياحي في البحيرة على مدار العام، ومنظر تساقط الثلوج على البحيرة يأسر قلوب السياح في الشتاء.
وترتبط بحيرة "أوزنغول" بقضاء "تشاي قره" بولاية طرابزون، حيث تشتهر المنطقة بكثافة غاباتها وجمالها الطبيعي وغناها النباتي.
ماذا يوجد في أوزنغول غير البحيرة؟
تتشكل بحيرة أوزنغول من تجمع المياه في واد متسع نتيجة هبوط مياه الأمطار والثلوج من سفوح الجبال الخضراء وتقاطعها مشكلة سداً يجمع مياه البحيرة في منظر بديع ومنطقة مرتفعة عن سطح البحر.
تبعد البحيرة عن مركز مدينة طرابزون 99 كم، في حين تبعد عن مركز قضاء "تشاي قره" 19 كم، وتعرف المنطقة بكثرة أمطارها، في حين تعرف غاباتها بأنها الأقدم في المنطقة.
ونتيجة لهذه الغابات الكثيفة تنتشر فيها أنواع عديدة من الحيوانات البرية، فضلا عن أنواع الأسماك النهرية، وأهمها: سمك السلمون المرقط، وترتفع المنطقة نحو 2700 متر عن سطح البحر.
مسجد المنطقة يعدّ من أبرز معالمها، إذ يقع بجانب البحيرة في مشهد بديع جميل، وهو جامع أوزنغول، الذي بني في 2002، ويستقبل زواره على مدار العام للصلاة فيه.
الأكواخ الفندقية في أوزنغول وطبق المهلاما
من أبرز ما يميز المنطقة مع ارتفاع درجات الحرارة، فرار الناس من حر الصيف إلى برودة الطبيعة، فهواء أدغالها منعش، ويمكن إمضاء وقت ممتع بين الأشجار والأحراج، فهي مصيف مناسب لإمضاء العطلة.
وتضم أوزنغول أكواخاً خشبية معمولة وفق الطراز القديم، بشكل جميل ومناسب، يمكن إمضاء العطلة فيها، والاستمتاع بالأجواء الريفية، وقضاء عدة أيام هناك.
كما تحتوي المنطقة المرتفعة على 6 بحيرات مائية بركانية يمكن التجول بها ومشاهدتها، فضلا عن الاستمتاع بالمنشآت الرياضية المختلفة.
ولعل أبرز ما يميز ويلفت النظر هناك وجبة الفطور الصباحية الريفية المتميزة، وأطباق ووجبات المنطقة المتميزة، وأهمها أنواع الجبن وطبق "المهلاما"، من الجبن والزبدة ودقيق الذرة"، وشرب الشاي، وتناول أنواع العسل.
وعلى بعد 17 كيلومترا عن البحيرة تقع هضبة "ديمير كابي" الشهيرة التي تحتوي في قمتها مخيماً للسياح الراغبين بقضاء وقت مميز فوق الغيوم.
مكان للذكريات
ويعدّ المشي داخل الغابات على مسافات واسعة من أبرز النشاطات التي يمكن من خلالها التقاط الصور التذكارية لتكون أجمل الرحلات في تركيا، وتؤدي إلى جمال وأحضان الطبيعة.
ومع المشي في المراعي المنتشرة على تلال الجبال يمكن للزائر ملامسة الغيوم والتقاط الصور مع الطبيعة.
وتنظم شركات السياحة رحلات منتظمة للسياح الزائرين القادمين من خارج تركيا، حيث يمكن ملاحظة وجود السياح الأجانب بكثرة في المنطقة، وخاصة من الدول الخليجية والعربية.
وبذلك تقدم المنطقة وجبة سياحية على مدار العام تجعل منها تجربة فريدة لا يمكن نسيانها أبدا، ولا يمكن الشعور بها إلا من خلال زيارتها.