icon
التغطية الحية

السويداء في الذكرى السنوية الأولى للحراك.. ملفّ جديد لمجلة "قلمون"

2024.07.28 | 14:53 دمشق

آخر تحديث: 28.07.2024 | 14:53 دمشق

5678654
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

صدر العدد الـ28 من مجلة "قلمون" بعنوان ملف رئيسي جديد حمل عنوان: "السويداء: تشابك الاجتماعي والسياسي والديني"، وذلك بالتزامن مع مرور عام على الحراك في المحافظة (آب 2023).

الغاية من هذا الملف "هو البحث في منطقة غير مبحوثٍ فيها كما ينبغي، وهي التي تحيل على الوضع الاجتماعي/ الديني، ومن ثم السياسي، في السويداء. ويتيح البحث في هذه المنطقة تسليطَ الضوء على تاريخ السويداء السياسي، بنيتها الاجتماعية، تكوينها السياسي، أوضاع أهلها، الخصوصية الثقافية، هوياتها المركبة وصولًا إلى فهم ديناميات الحراك الراهن ومآلاته"، بحسب رئيس التحرير رشيد الحاج صالح.

ويضيف الحاج صالح: "شكلت السويداء، أو منطقة جبل العرب، أو جبل الدروز، وحدة تاريخية/ اجتماعية تصلح للدراسات الأنثروبولوجية والسياسية، حيث تفاعل التاريخ بالاقتصاد، والسياسة بالدين. وكان لبناء الهوية في السويداء خصوصية ثقافية يتسق مع التنوع السوري، ويحاول أن يحمي نفسه من ممارسات النظام في تهميش مختلف مكونات الشعب السورية، هوية حملوها على أكتاف تاريخهم، ودخلوا من خلالها معتركات السياسة وتعقيدات الحياة المعاصرة".

ضمّ الملف تسعة بحوث، واستُهِلّ بورشة علمية مكتوبة ناقش فيها مضر الدبس ومكرم رباح وسامر بكور تحت عنوان "السويداء بين ذاكرة التاريخ ورهانات الثورة مقاربة سوسيولوجية وسياسية لحراك 2023" ثلاثة محاور؛ بنية الحراك وتوصيفه، وآفاق الحراك وممكنات الفعل السياسي، يضاف إلى ذلك توصيات تجعل من الحراك مؤثرًا الحراك في المشهد السياسي السوري محليًا وإقليميًا.

وعني البحث الأول  للباحث رامي نصر الله بـ "مسار العلاقة بين أهالي السويداء والدولة منذ الاستقلال"، أي علاقة السويداء بـ (الدولة) السورية منذ نشوئها، وعمق تلك العلاقة، ومحدداتها. بينما عني شوكت غرز الدين في بحثه "تكوين السويداء السياسي 1516-1927، سياق تشكيل النزعتين؛ المحلية الدرزية والقومية العربية"، بتحليل تجربة ماضي السويداء الواقعية والمُتخيلة، واستخلاص المعاني من علاقة الأحداث التاريخية بالفاعلين والسياق، بوساطة التأويل الثقافي. وذلك للبرهان على فرضية أن النزعتين المحلية الدرزية والقومية العربية اللتين تشكلتا في السويداء خلال قرنين تقريبًا كانتا وراء الدور البارز لها في محطات عدة. وما يضفي الشرعية على دراسة هاتين النزعتين، هو ما يجعلهما تحوزان اليوم ما تحوزانه من شرعية وجدانية عميقة في نفوس سكان السويداء.

بدوره، رصد الباحث طارق عزيزة "دور الضباط الدروز في الحياة السياسية السورية من الاستقلال حتى عام 1967"، فعاين من خلال تتبع سيرة بعض الفاعلين البارزين مشاركةَ بعضهم الفاعلة في الانقلابات العسكرية الأولى وفي عقد الستينيات، ووصول حزب البعث العربي الاشتراكي إلى السلطة، ثم الصراعات في صفوف الحزب نفسه.

وكشف رفعت عامر في بحثه "السياسات الاقتصادية لنظام الحكم في سورية وأثرها في السويداء 1970-2023" عن ماهية السياسات الاقتصادية التي طبقها نظام الحكم في سوريا، وفلسفته، ورؤيته، وأولوياته، ونظرته إلى مفهومي الشعب والدولة، وموقفه من الحرية السياسية وحقوق الإنسان، وراجع نقديًا المحطات التاريخية التي مرت بها سورية تحت حكم آل الأسد في سياقاتها الموضوعية والذاتية، الخارجية والداخلية، وقارب ذلك كله نظريًا وعمليًا بما كان يطرح من شعارات، وما كان يطبق على الواقع. وقد استطلع الباحث آراء عينة من أهالي السويداء، وخلص إلى أن كل السياسات الاقتصادية للنظام كانت مصممة وموجهة لبقاء الأسد، وتأبيد سلطته.

أما عمرو نجار وروان خربوطلي فقد بحثا في تاريخ الهجرة من السويداء، وأسبابها، وأهم المراحل التي مرت بها، وسلطا الضوء على تاريخ الدور الذي لعبته جاليات الجبل المنتشرة عبر العالم، ومراحل تطور دورها حتى وصل إلى شكله الحالي الداعم لاستقلال القرار السياسي في المحافظة.

يضاف إلى ما سبق بحث في "حقوق المرأة في السويداء بين الواقع والقانون" لمزيد الكريدي، ناقش فيه فرضية أن المرأة في السويداء تتمتع بواقع حقوقي جيد قياسًا ببعض المناطق، تعكسه المشاركة في الحراك الأخير، والحرية في بعض المسائل من مثل اللباس والعمل والزواج، واختبر مدى شموليتها، ورسوخها، وحلل أسبابها وتأثيرها، وذلك انطلاقًا من فهم واقع حقوق المرأة في السويداء عبر دراسة النصوص القانونية التي تنظمها، والخلفية الاجتماعية والثقافية والدينية لهذه النصوص، وتفاعلها معها. وقد ركز البحث على تحليل مجتمع الدروز في السويداء، واستكشاف التقاطعات مع باقي المناطق السورية، والخصوصية في ما يتعلق بحقوق النساء.

في حين قارَبَ هيثم العطواني أنثروبولوجيًا وتاريخيًا الهويةَ الاجتماعية والخصوصية الثقافية النسبية للسويداء، وبيّن هوية السويداء وخصوصيتها من خلال دراسة الشرائح المكونة لها تاريخيًا، مثل: العشائرية والإقطاع والعامة، تلك الشرائح التي كان لها الدور المهم في نشوء الثقافة السائدة والمتمثلة في العادات والتقاليد.

وفي بحث "دور رجال الدين الموحدين الدروز في الشأن العام 2011-2023" سلط رواد بلان الضوء على حقيقة العلاقة بين رجال الدين وبقية أبناء الطائفة، ووضح نظام العلاقات المتبادلة بين رجال الدين والناشطين، وأثرها في مسار التغيير الديمقراطي السلمي الممكن والمأمول في سوريا.

واختتم الملف بدراسة لأيمن مراد بعنوان "العقل الجمعي: السويداء كما تظهر في أشعار أبنائها"، وهي دراسة للشعر الشعبي بوصفه المعبر الدقيق عن هذا العقل الجمعي، وقد خلص إلى أنه يستند إلى نزعتين متداخلتين، هما نزعة محلية تظهر بمظاهر مختلفة طائفية وريفية وبدوية ومدنية، ونزعة وطنية تظهر بمظهرين قومي عروبي، ووطني سوري، وعند تصادم هاتين النزعتين، فإن العقل الجمعي ينحاز إلى النزعة المحلية، وعند توافقهما، فإنه ينحاز إلى النزعة الوطنية القومية.

بالإضافة إلى ذلك، ضم العدد الجديد في أبوابه الثابتة دراسة لنماذج مختارة من أدب السجون في الرواية النسائية السورية بعد 2011، لفاطمة عبود وحمدان العكلة، ومراجعات لأربعة كتب صدرت حديثًا ذات صلة بالشأن السوري.

"قلمون: المجلة السورية للعلوم الإنسانية"

مجلة إلكترونية فصلية ومحكمة، تصدر عن (مركز حرمون للدراسات المعاصرة). للمجلة هيئة تحرير مكونة من أكاديميين سوريين يعملون في مختلف الاختصاصات المتعلقة بالعلوم الإنسانية، ولها مجموعة استشارية من الباحثين والمفكرين السوريين والعرب. تعمل المجلة بموجب سياسة تحريرية وميثاق أخلاقي، وتصدر تحت رقم دولي بحسب الأصول المعتمدة.