البث المباشر
فاز الفنان السوري رياض سطوف، مؤلف سلسلة الشرائط المصورة "عربي المستقبل"، بالجائزة الكبرى في مهرجان "أنغوليم"، وهي أهم جائزة في مجال القصص المصورة في فرنسا.
وتقام دورة المهرجان الدولي للأعمال الهزلية بمدينة أنغوليم الواقعة جنوب غربي فرنسا، وقد أقيمت احتفالية رسمية ضمن فعاليات الدورة الخمسين من هذا المهرجان يوم الأربعاء الماضي لتكريم المبدعين عبر منحهم جائزة أنغوليم الكبرى، وكانت جائزة التميز المهني في هذا العام من نصيب رياض سطوف.
وعلق سطوف على ذلك عقب تسلمه للجائزة بالقول: "يشرفني ويسعدني ذلك كثيراً، فهذه الجائزة تمثل واسطة العقد المفقودة من رأس الهرم الذي يجسد أناي".
وقد نافس سطوف على تلك الجائزة مرشحان في هذا العام، وهما الكاتبة الأميركية أليسون بيتشديل والكاتبة والرسامة الفرنسية كاثرين موريس.
وقد حضر الحفلة الافتتاحية لهذا المهرجان التي أقيمت يوم الأربعاء الماضي وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد الملك، والكاتبة الكندية جولي دوسيت التي فازت بالجائزة الكبرى في عام 2022، والتي صممت أحد الملصقات الثلاثة للمهرجان في دورته لعام 2023.
بدأ الاحتفال بعرض لرقصة breakdance تلاه عرض حي للرسم، وذلك قبل البداية الرسمية لطفرة ستمتد لأربعة أيام من جلسات تم من خلالها التوقيع على الأعمال، إلى جانب إقامة ورشات عمل احترافية، ومؤتمرات واجتماعات ومعارض.
يعتبر العمل الأخير الذي قدمه سطوف العمل السادس والأخير ضمن سلسلة "عرب المستقبل" التي حققت مبيعات عالية والتي تدور حول تجربته في العيش خلال نشأته في ليبيا ثم في سوريا.
وقد ترجمت تلك الأعمال إلى 23 لغة، فأصبح سطوف اليوم واحداً من بين عدد قليل من المؤلفين الذين فازوا بجائزة فوفي الذهبية مرتين عن فئة أفضل ألبوم في مهرجان أنغوليم الدولي للفنون الهزلية، وذلك في عام 2010 وفي عام 2015، كما صمم أحد ملصقات المهرجان في دورته لعام 2023.
يعشق القراء اليافعون أعمال سطوف كثيراً بعد اكتشافهم لشخصية إيستر وهي مراهقة غريبة الأطوار، فضلاً عن الفيلمين الروائيين الطويلين اللذين أخرجهما سطوف.
هذا ويطمح القائمون على هذا المهرجان بوصول عدد زواره وضيوفه إلى ما كان عليه قبل تفشي كوفيد، عندما بلغ عدد الزوار 200 ألف زائر، وذلك بعد دورة للمهرجان حضرها كثيرون في عام 2022 إثر عودته للانعقاد بعد إلغائه في عام 2021.
عربيّ المستقبل: طفولة تحت حكم الأسد والقذافي
واشتُهِرَ سطوف بروايته المصوّرة الساخرة "عربيّ المستقبل"، وهي قصة تحكي سيرة طفولته ومراهقته، التي عاش جزء منها في سوريا تحت حكم حافظ الأسد وفترة أخرى في ليبيا تحت حكم القذافي، صوّر فيها حالة الرعب التي عاشها السوريون على مدار نصف قرن، كما حاول تجسيد صورة العالم العربي برمته في تلك الفترة.
وبفضل "عربيّ المستقبل" المكوّنة من 6 أجزاء، تحوّل سطوف إلى ظاهرة في مجال النشر الفرنسي وفي مكتبات البلاد، إذ بيع منها أكثر من 3 ملايين نسخة حول العالم، وتُرجم إلى أكثر من 20 لغة
وعمله الشهير الآخر هو "مذكّرات إستير"، الذي يحكي قصص طفلة في عمر الـ10 سنوات، ويستمد أحداثه من قصص واقعية، حقق هذا الكتاب بدوره مبيعات قياسية، وبنجاح أعماله هذه تمكن سطوف من افتتاح دار نشرٍ خاص، يطبع فيها أعماله الشخصية، إلى جانب أعمال فنانين آخرين يجدها قريبة من ذائقته الفنية.
وتُمنح جائزة "أنغوليم" منذ عام 1974 لكبار الفنانين في مجال القصص المصورة في فرنسا وبلجيكا، وانفتحت مؤخراً على فنانين من دول أخرى مثل اليابان والولايات المتحدة الأميركية، اللتين تشتهرا في هذا الفن عالمياً.
المصدر: rfi
