يتعرض العمال السوريون في مالطا للظلم على يد أرباب العمل الذين يرفضون التعامل معهم خوفاً من أنهم يمكن أن يتسببوا بحدوث مشكلات، بحسب ما ذكره رئيس الجالية السورية في مالطا.
إذ يقول طالب زيدان رئيس الجالية هناك: "في كل مرة تتهم فيها المحكمة أحد السوريين، تسارع بعض المنابر الإعلامية لإقحام كلمة سوري في العناوين الرئيسية للصحف والأخبار، إذ تتسبب تلك الكلمة بكثير من المشكلات لجاليتنا حتى وإن كان الشخص بريئاً إلى أن تتم إدانته. ولدينا حالات لأرباب عمل طلبوا من العمال السوريين عدم العودة للعمل بما أنهم لا يريدون أن يتسبب لهم هؤلاء بأي مشكلة، ولكن إذا ارتكب سوري واحد فقط خطأ ما، فهذا لا يعني بأن الجميع سيئون، لأن الأمر ينطبق على شعب مالطا أيضاً، لأنه إن أقدم أحدهم على ارتكاب خطأ ما، فهذا لن يجعل من كل شعب مالطا سيئاً"، وأكد رئيس الجالية على أن غالبية شعب مالطا رحب بقدوم السوريين.
يخبرنا زيدان الذي يشغل منصب رئيس جمعية التضامن السورية في مالطا بأنه منذ اندلاع الحرب في سوريا، ارتفع عدد السوريين في مالطا من بضع مئات إلى نحو 6500 شخص.
يذكر أن سوريا شهدت حرباً مدمرة منذ عام 2011، أدت إلى نزوح قسري لملايين الناس، غالبيتهم يقيمون في دول الجوار.
وقد أجبرت الحرب زيدان على الرحيل أيضاً، حيث أتى إلى مالطا قبل ثماني سنوات، ليعيش مع ابن عم له كان يقيم فيها قبل الحرب. وكغيره من سوريين كثيرين، ترك زيدان كل شيء خلفه، فقد كان يدرس الهندسة في سوريا، وكانت أسرته موسرة، إذ كانت تمتلك مخبزاً ناجحاً.
لكنه عندما وصل إلى مالطا عمل في مجال البناء في بداية الأمر قبل أن يؤسس مشروعه التجاري أخيراً، وبعدها تزوج من سورية وأصبح لديه ثلاثة من الأبناء.
ساهم زيدان في تاسيس جمعية التضامن السورية في تلك الجزيرة، وهي عبارة عن منظمة غير حكومية تدعم السوريين وتساعدهم في الأوراق والمعاملات الرسمية، إلى جانب مساعدتهم في أمور أخرى كثيرة.
ومع ازدياد عدد أبناء الجالية السورية في مالطا، ورد ذكر السوريين مرات كثيرة في عناوين الصحف والأخبار على مدار تلك السنين، لأسباب منها الجيد ومنها السيئ. ولكن في الحادثة التي وقعت في مطلع هذا العام، اتهم سوري بطعن أحد أبناء جلدته، واسمه فواز نجم، 25 عاماً، ما أدى لوفاته، وذلك خلال مواجهة وقعت في إحدى الشقق بمدينة مارسالفورن. ثم انتشرت شائعات بأن الحادثة أتت نتيجة مشاجرة بين طرفين ينتميان لفصيلين يعارض أحدهما الآخر.
إلا أن زيدان أنكر أن يكون ذلك هو سبب الحادثة التي وقعت في مالطا، حيث قال: "أجل، في سوريا هنالك أطراف وفصائل متناحرة كثيرة، ولكن لا ينطبق ذلك على السوريين في مالطا".
بعد مرور عقد على النزاع، أصبحت سوريا تمثل أسوأ أزمة للاجئين على مستوى العالم، إلا أن زيدان يعتقد بأن غالبية السوريين في مالطا حرموا من وضع اللاجئ، وحصلوا على وضع الحماية المؤقتة عوضاً عنه.
إلا أن وضع اللجوء أو الحماية المؤقتة يعتبران من أشكال الحماية الدولية التي تمنح لطالبي اللجوء، غير أن الفرق الأساسي بينهما هو أن الشخص الحاصل على الحماية المؤقتة لا يمكنه أن يلم شمل أسرته.
يخبرنا زيدان أن كثيرا من السوريين تمكنوا على مر السنوات من الاندماج في مجمتع مالطا، إلا أن غالبيتهم يشتاقون لوطنهم ويرغبون بالعودة إليه إن سنحت لهم الفرصة.
وإلى أن يحين موعد العودة، يواصل السوريون التعبير عن شكرهم لمالطا وحسن ضيافتها لهم، على الرغم من أنهم يسمعون في معظم الأحيان عبارات من قبيل: "عودوا إلى بلدكم".
وعن ذلك يقول زيدان: "يقولون لنا عودوا إلى بلدكم إن فعلنا خيراً أو شراً"، وذكر لنا حادثة وقعت له مؤخراً حيث طالبه أحدهم بالعودة إلى سوريا عندما طلب منه عدم رمي بقايا الدجاج على الأرض، إذ يصف زيدان ما حدث بقوله: "قال ذلك الرجل لي: اذهبوا ونظفوا بلدكم"، إلا أن زيدان يتمنى لو يستطيع أن يعود حتى ينظف بلده من كل أدرانها.
المصدر: تايمز أوف مالطا