تعاني أغلب سيارات العاصمة دمشق من مشكلات نتيجة "أوساخ البنزين" كما يسميها السائقون، ما يجبرهم على دفع مئات آلاف الليرات بين الحين والآخر لقاء الصيانة، وسط ارتفاع أسعار قطع الغيار بشكل عام وتلك المتعلقة بمشكلات البنزين بشكل خاص.
يقول هشام (ر) وهو سائق تكسي نوع كيا ريو "طلب عدم ذكر اسمه كاملا"، إنه قام بتبديل الطرمبة الداخلية (الخرطوشة - المضخة) 6 مرات منذ بداية العام بمعدل واحدة كل شهر، مؤكداً أنه بات يحمل واحدة احتياطية خشيةً من توقف السيارة بشكل مفاجئ، مضيفاً "باتت تكاليف صيانة أعطال وسخ البنزين مكلفة جداً وهي شهرية وقد تصدف أن يقوم السائق باستبدال ذات القطعة مرتين خلال أسبوعين فقط".
يتراوح سعر (الخرطوشة) ما بين 125 – 150 ألف ليرة، وتصل أجرة تركبيها إلى ما بين 25 -50 ألف ليرة، وغالباً ما يحتاج تركيبها عند توقف السيارة عن العمل أن يتوجه الميكانيكي أو كهربائي السيارات إلى السيارة المتوقفة وصيانتها في مكانها، ما يرفع أجرة الاستبدال إلى ما بين 75 – 100 ألف ليرة.
"تصدر السيارات عند تشغيلها أصواتا غير طبيعية"، يصف مروان وهو فني كهرباء سيارات في منطقة الفحامة، مشكلة البنزين المغشوش المنتشر بكثرة.
أكثر الأعطال شيوعاً وكلفة تصليحها
الطرمبة الداخلية (المضخة أو الخرطوشة) هي أكثر جزء يتعطل في السيارات حالياً بسبب كثرة الغش بالبنزين المباع على الطرقات بحسب مروان، ويتابع "يومياً لا يخلو المحل من 5 - 6 سيارات تعاني من أعطال نتيجة غش البنزين".
الطرمبة الداخلية هي قطعة تدور مع المرش لتضخ البنزين إلى المحرك، وانسدادها يعني توقف السيارة عن العمل أينما كانت، ومن المشكلات الأخرى انسداد البخاخات وانسداد فلتر البنزين وتوقف البواجي ما يؤدي إلى تقطع وضعف في عزم السيارة وخروج أصوات غريبة.
تتراوح أجرة تنظيف البخاخات بين 125 – 200 ألف ليرة بينما سعر البخاخ الواحد يتراوح بين 50 – 100 ألف ليرة حسب نوعه، وسعر فلتر البنزين يتراوح بين 50 – 150 ألف حسب المصدر صيني أم كوري أم ياباني أو من الشركة الأصلية، بينما يتراوح سعر الطرمبة الكاملة (داخلية وخارجية) بين 300 – 500 ألف ليرة حسب نوعها وغطاء الطرمبة بين 75 – 150 ألف ليرة، وسعر طقم البواجي بين 60 – 150 ألف ليرة.
بحسب مراون قد يؤدي غش البنزين أيضاً إلى أعطال في حساسات السيارات وهي الأغلى سعراً حيث لا يقل سعر أي حساس عن 150 ألف ليرة من دون أجرة تركيبه.
اضطر أصحاب سيارات بحسب أكثر من ميكانيكي وكهربائي سيارات إلى فك خزان البنزين وتنظيفه، حيث أكد العديد منهم عثورهم على مياه ورواسب وأوساخ وبرادة حديد.
البنزين المغشوش "السم الأخضر"
قد تتعطل كل الأجزاء السابقة مع بعضها بسبب غش البنزين وفقاً لمروان، ما يجبر السائق على دفع أكثر من مليون ليرة في يوم واحد بسبب ذنب وحيد هو أنه يريد تشغيل سياراته والحكومة لا توفر له ما يكفيه بينما البنزين "بحر" في السوق السوداء.
يصف مروان البنزين المغشوش بـ"السم الأخضر" استناداً إلى لونه والأعطال التي يسببها.
لجوء السائقين لشراء البنزين من السوق السوداء بسعر لتر يتراوح بين 8500 – 9000 ليرة نتيجة عدم كفاية المخصصات على البطاقة الذكية، ساعد بانتشار تجار البنزين، وعدم ملاحقتهم من قبل الحكومة ساهم في دخول هذه التجارة الكثير من الغشاشين الذي يقومون بخلط البنزين مع مياه ملونة أو مازوت أو كاز وماء ملون، وفقاً لسائقين.
اقرأ أيضا: بداية أزمة محروقات جديدة في دمشق وتوقعات برفع أسعار المشتقات النفطية
وبجولة على بائعي البنزين في الشوارع بدمشق، يلاحظ بشكل واضح اختلاف لون البنزين من بائع لآخر، ويكاد يكون من الصعب كشف المغشوش، لكن أحد سائقي التكاسي ويدعى عباس قال إنه يتبع عدة خطوات قبل الشراء، منها غمس محرمة بالبنزين وإشعالها ومراقبة سرعة الاشتعال، أو وضع قليل من البنزين على سطح ما لمدة 5 دقائق وفحص التبخر وسرعته، أو النظر إلى العبوة من الأسفل إن كان لونها أفتح من الأعلى، أو إن كانت هناك رواسب وشوائب. يقول عباس، إن مشكلة غش البنزين ليست محصورة بالبيع على الطرقات، بل محطات الوقود تقوم بذلك أيضاً.