أجرى سفير الولايات المتحدة في أنقرة، جيف فليك، مقابلة مع وسائل إعلام تركية، قيّم فيها موافقة البرلمان التركي على عضوية السويد في حلف الناتو، وتطرق فيها إلى مسألة بيع مقاتلات (F-16) الأميركية إلى أنقرة، والوضع الاقتصادي الحالي في البلاد بقيادة محمد شيمشك.
جاء ذلك في مقابلة أجراها السفير الأميركي في العاصمة التركية أنقرة مع موقع (hürriyet) التركي.
وهنأ السفير الأميركي "فليك" البرلمان التركي على موافقته على انضمام السويد إلى حلف الناتو: "أود أن أهنئ البرلمان التركي لإجرائه تقييماً شاملاً للغاية، والحكومة لدعمها القرار الذي يعزز ليس فقط أمن تركيا ولكن أيضاً الأمن المشترك للناتو".
وعلق السفير على الخطاب الذي أرسله الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الكونغرس، وطلب تركيا شراء مقاتلات (F-16) قائلاً: "مثلما أخذ البرلمان التركي طلب عضوية السويد في الناتو على محمل الجد، يراجع الكونغرس الأميركي أيضاً مبيعات الأسلحة العسكرية الخارجية ويلعب دوراً كبيراً في هذه العملية، وأعتقد أن هذا أمر جيد".
وأضاف: "كتب الرئيس بايدن خطاباً إلى الكونغرس يُعلن فيه نيته التقدم في هذا الأمر، وتجري هذه الأمور حيث تبلغ الإدارة الأميركية الكونغرس بنيتها في التقدم في مجال البيع العسكري. إذا لم يعترض الكونغرس، تجري عملية البيع".
وتابع: "من المحتمل ألا نرى تصويتاً في الكونغرس، ولا حاجة لذلك، حيث إن التصويت يكون فقط إذا كان هناك اعتراض، لذلك، الوصول إلى هذه المرحلة أمر مُرضٍ وأتحدث بشكل متكرر مع أصدقائي السابقين في الكونغرس. ومن الواضح أنهم يُولون أهمية كبيرة لعضوية السويد في الناتو".
رفع القيود والحظر عن تركيا
وفيما يخص محاربة الإرهاب والتعاون المشترك بين البلدين حول هذا الموضوع، قال السفير الأميركي في أنقرة، إن الولايات المتحدة اشترت العديد من المنتجات الدفاعية من أنقرة، وبأن لدى الطرفين اتصالات عدة على مستوى عال، ولدى تركيا والولايات المتحدة حاجات أمنية مشتركة وأهداف مشتركة في مكافحة الإرهاب بحكم عضويتنا في الناتو، وهذه الأهداف متوافقة".
وأوضح السفير أن أعضاء التحالف يعملون على رفع القيود والحظر عن تركيا، بما في ذلك السويد: "كندا ودول أخرى أيضاً تجري محادثات مع تركيا في هذا السياق، لذلك نحن نقدر الخطوات المتخذة، ونهنئ الدبلوماسية التركية لأنها تمكنت من إجبار السويد على تغيير دستورها".
وأضاف: "بالتغييرات القانونية التي أجرتها السويد، ستكون قادرة على الاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات الأمن المشترك لدول الناتو. وهناك أيضاً تعهدات قطعتها دول الناتو على بعضها بعضاً في مجال الصناعات الدفاعية والتجارة".
"مكافحة الإرهاب"
وناقش الصحافيون مسألة دعم حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية، وأجاب السفير الأميركي عن أسئلتهم: "أدرك أننا قد لا نتفق دائماً مع تركيا في كل شيء. ولكن أهدافنا المشتركة في مكافحة الإرهاب تتقاطع في العديد من المجالات. عندما يكون هناك اختلاف في الرأي، نسعى للتنسيق لحله. أعتقد أن هذه العمليات ستتحسن في المستقبل".
وأضاف: "كما قلت من قبل، قد لا نتفق دائماً بشأن كيفية مكافحة داعش، ولكننا نتفق في العديد من الجوانب الحيوية بشأن الحاجة إلى مكافحة الإرهاب. نحن نقدّر دور تركيا في التحالف ضد داعش. قد يكون لدينا اختلافات في الآراء أثناء محاربتنا في المجال نفسه وللهدف نفسه، ونحن نسعى لحل هذه الاختلافات. أملي هو أننا سنتمكن من العمل معاً بشكل أفضل في المستقبل".
العلاقات الاقتصادية
وأوضح السفير أن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية تركز بشكل كبير على قضايا الأمن، لكن موضوع العلاقات التجارية المتزايدة يمكن أن يظل أحياناً في الخلفية.
وكشف السفير عن حجم التبادل التجاري بين البلدين: "في عام 2021، كان حجم التجارة بين البلدين يبلغ 28 مليار دولار. وفي عام 2022، ارتفع هذا الرقم بنسبة 22٪ ليصل إلى 34 مليار دولار. هناك أيضًا زيادة كبيرة في استثمارات تركيا في الولايات المتحدة".
وأشار السفير إلى أن مؤتمراً اقتصادياً كبيراً سيعقد في إسطنبول، وأضاف: "هناك ثقة كبيرة في الاقتصاد التركي مع الفريق الاقتصادي الجديد بقيادة الوزير شيمشك. لذلك، علاقاتنا جيدة في هذا الصدد".