أفادت وكالة "رويترز"، يوم الخميس، بأنّ وزارة الخارجية السعودية نفت عرض الرياض أموالاً على نظام الأسد في سوريا، من أجل وقف الكبتاغون.
ونقلت الوكالة عن مصدر في الخارجية السعودية أنّ "المملكة لم تعرض تقديم 4 مليارات دولار لنظام بشار الأسد في شكل استثمارات، من أجل وقف إنتاج وتصدير المخدّرات (الكبتاغون)".
وكانت "رويترز" قد كشفت، أمس الأربعاء، أنّ "السعودية التي تحوّلت إلى سوق كبير لـ(كبتاغون الأسد) عرضت على رئيس النظام السوري بشار الأسد، تقديم 4 مليارات دولار لـ تعويضه في حال أوقف هذه التجارة".
وأشارت الوكالة إلى أنّ "هذا الرقم عُرض خلال زيارة وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان إلى دمشق، في شهر نيسان الفائت، وأنه مبني على تقديرات الرياض لهذه السوق".
وأضافت أنّ "المليارات الأربعة ستُقدم على أنها مساعدات زراعية"، في حين أشار مصدر من النظام السوري لـ"رويترز"، إلى أنّ "الرياض اقترحت دفع المبلغ كمساعدات إنسانية".
وقالت مصادر غربية مطلعة على اتصالات عربية مع نظام الأسد: إنّ "التعويض ضروري لإبعاد الميليشيات المسلّحة المرتبطة بالنظام عن تجارة الكبتاغون، التي باتت جزءاً مربحاً من اقتصاد الحرب لدى النظام، وتقدّر قيمته بمليارات الدولارات سنوياً".
وفي وقتٍ سابق اليوم، أعلنت "هيئة الزكاة والضريبة والجمارك" السعودية، ضبط شحنة مخدرات جديدة قادمة من الأردن، بعد نحو 24 ساعة من إعلانها ضبط 8 ملايين حبة مخدر من الكبتاغون، مخبأة في شحنة مبيض قهوة.
تهريب المخدّرات مِن مناطق النظام السوري
ضبطت العديد من دول العالم، خلال السنوات الماضية، مئات شحنات المخدّرات القادمة من مناطق سيطرة النظام السوري، حيث يعدّ النظام - إلى جانب ميليشيات إيران و"حزب الله" اللبناني - مُصدّراً رئيساً للحبوب المخدّرة، التي تعدّ من أهم مصادر تمويلهم.
وسبق أن كشف تقرير لـ صحيفة "نيويورك تايمز" أن أنشطة النظام السوري في تصنيع المخدرات والاتّجار بها، أسهمت في مضاعفة كمية المخدرات المضبوطة عالمياً عشرات المرات، إذ ضُبط أكثر من 250 مليون حبة "كبتاغون" في جميع أرجاء العالم حتى الآن، أي أكثر من 18 ضعفاً للكمية التي تم الاستيلاء عليها قبل أربع سنوات فقط.
وكان موقع تلفزيون سوريا قد أعدّ تقريراً مفصلاً عن عمليات صناعة المخدرات وتهريب مختلف أنواعها عبر نظام الأسد و"حزب الله" من مناطق سيطرتهما داخل سوريا إلى مختلف دول العالم.
يُشار إلى أنّ السعودية دعت، أمس، رئيس النظام السوري بشار الأسد لـ حضور القمة العربية الـ32 المقرّرة، يوم 19 أيار الجاري، وذلك بعد قرار وزراء الخارجية العرب إعادة مقعد سوريا في الجامعة للنظام.