كشفت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا، أن روسيا أوقفت رواتب عناصر اللواء الثامن في الفيلق الخامس الذي يقوده أحمد العودة في محافظة درعا، ويعد اللواء الثامن أحد أبرز التشكيلات العسكرية الذي تديره موسكو وتعمل على تقويته في المنطقة الجنوبية.
وعن الأسباب الكامنة وراء إيقاف الرواتب، قالت المصادر إن السبب الرئيس لذلك هو انسحاب قوات أحمد العودة من المعارك الدائرة ضد تنظيم الدولة في البادية السورية، منوهة أن سبب انسحاب تلك القوات هو وجودهم ضمن المجموعات ذاتها التي تتبع لفيلق القدس الذي تموله إيران.
ويرفض اللواء الثامن القتال في البادية إلى جانب الميليشيات الإيرانية، وحيال هذا قالت المصادر إن اللواء الثامن لا مشكلة له في قتال تنظيم الدولة، لكن اشترط عدم وجود قوات تتبع لإيران في المعركة، إذ سبق وشارك اللواء في معارك ضد التنظيم في ريفي درعا ودمشق.
وشكلت رواتب عناصر اللواء الثامن مشكلة في هيكليته، والتي تقدر بنحو 200 دولار أميركي للعنصر الواحد، وفشلت كل المساعي في الآونة الاخيرة لحل الخلاف وإعادة الرواتب التي توقفت قبيل انتخابات النظام بفترة وجيزة.
وفي سياق مساعي الحل، أكدت المصادر أن قيادات في اللواء الثامن عقدت اجتماعا مع ضباط روس في حديقة بمدينة بصرى الشام بريف درعا، إلا أن نتائج الاجتماع ما زالت غامضة، ولم يرشح عنه أي نتائج ملموسة.
ولم تعمم تفاصيل الاجتماع المغلق على عناصر اللواء الثامن، إذ يعتبر قطع الرواتب أول توتر بين اللواء والقوات الروسية في الجنوب السوري، لا سيما أن سببه الرئيس هي ميليشيات إيرانية.
وتشير مصادر محلية إلى أن معاقبة الروس لقوات اللواء الثامن، تصب في مصلحة الميليشيات الإيرانية التي ترى في قوات العودة يداً روسية تحول دون التموضع الإيراني في درعا، ولكن في الوقت نفسه لا تقبل قيادة القوات الروسية أن يرفض العودة المشاركة في معركة مهمة كالتي تدور رحاها في البادية السورية، والتي فشلت حتى الآن في تحقيق الأهداف المرجوة منها ضد تنظيم الدولة.
هذا وتعتبر قوات العودة التي قوامها عناصر سابقون في المعارضة السورية، أحد أكبر الأذرع الروسية في جنوبي سوريا، ويعتبر وجودها عائقاً أمام تمدد الميليشيات التي تديرها طهران كونها تتمركز في بصرى الشام بريف المحافظة.
وبدأت العملية العسكرية ضد التنظيم في البادية السورية في الــ 24 من نيسان الفائت، واستهدفت مواقع تنظيم الدولة (داعش) في منطقة السخنة وبادية تدمر شرقي حمص، إضافةً إلـى بوادي "منجم الملح، والشميطية، والرحبة" الواقعة على الحدود الإدارية بين محافظتي الرقة ودير الزور.