اجتمعت عدد من النساء السوريات في مدينة الريحانية جنوبي تركيا لإنجاز مبادرة على أرض الواقع، تخفف من معاناة وحاجة العائلات الفقيرة المتعففة التي لا تطرق أبواب المنظمات.
وبعد عامين من العمل التطوعي لخدمة السوريين المحتاجين، ونجاح تجربتهن في الموسمين السابقين؛ أطلقت نساء سوريات حملة رمضانية تحت عنوان "رمضان يجمعنا 3"، التي تستهدف الأسر المتعففة في شهر رمضان وفي ظل غلاء المعيشة في تركيا.
البداية كانت مع "مبادرة أمل"
تقول فاطمة حاج موسى، عضو مؤسس للمبادرة: "في جائحة كورونا وظروف الحظر عام 2020 تم تشكيل فريق من السوريات الفاعلات في مدينة الريحانية وكان الهدف هو الوصول إلى العائلات المحتاجة وتقديم المساعدات الممكنة".
وتضيف: "مع قدوم شهر الصيام في 2020 ازدادت الحاجة وأصبح التحدي أكبر، فتم أخذ الموافقة للتحرك في مدينة الريحانية، ثم قمنا بتنظيم قوائم للعائلات الأشد حاجةً وتعميم المبادرة على جميع التجار وأصحاب الأموال والفعاليات في مدينة الريحانية، والتواصل مع الأصحاب والمعارف خارج مدينة هاتاي".
وكانت مهمة الفريق التطوعي إيصال المساعدة إلى مستحقيها نقدية أو غذائية أو لباساً خلال شهر رمضان وفي شهر آب من عام 2020 وفي أثناء موسم المؤونة (مكدوس ـ فليفلة ـ دبس بندورة ـ ملوخية ـ بازلاء) تم التواصل مع الأسر التي أبدت استعدادها للعمل ضمن مشروع المؤونة ممن تمتلك المهارة وتحافظ على سوية الجودة المطلوبة من أجل إدخال قسم من هذه المنتجات ضمن (مبادرة رمضان يجمعنا) وتم توزيعها ضمن الحصص للمستحقين فكانت فكرة لافتة لدعم المشروع لأنها من أكثر المواد المطلوبة في الوجبات الرمضانية في الفطور والسحور.
وبدورها، تقول بثينة رحال وهي أيضا عضو مؤسس في المبادرة: على الرغم من إزالة القيود المفروضة بسبب وباء كورونا، فإنه تزداد الحاجة هذا العام إلى حملة رمضانية بسبب غلاء الأسعار الذي تشهده تركيا.
وأشارت رحال إلى أنه في عام 2021 ضمن حملة رمضان يجمعنا تم استهداف 510 عوائل خلال الحملة، بين وجبات إفطار ومبالغ مالية، بالإضافة إلى 200 حصة مطبوخة و 50 سلة غذائية، ومبالغ مالية، وفي يوم العيد من ذلك العام أيضا تم استهداف 50 طفلاً في حملة "بسمة وعيدية" حيث قدمت الحملة 20 ليرة مع ضيافة لكل طفل.
هكذا ومع نجاح المشروع واستمراره، كان لا بد من التطوير في موسم هذا العام حيث أصبح التفكير بتطوير المبادرة إلى دعم الأسر المتعففة بمشروع جديد منتج دائم من خلال العمل داخل المنزل وبين أفراد الأسرة مشروع المؤونة المنزلية "منك وإليك". ذلك المشروع الذي فتح المجال أمام الأسر التي تؤمن بالعمل واكتساب الرزق الحلال الكريم من دون مد يد السؤال وطلب المعونات من المنظمات وأصحاب الأموال.
ولا يزال دعم مشروع المؤونة ذاتيا من السيدات في الفريق نفسه من تركيا وخارجها، وتوصل إلى تأمين فرص عمل لنحو 50 أسرة حاليا والقاعدة في توسع دائم.
وضمن هذا المشروع المبتكر تم تحديد معرض للمواد الغذائية من المؤونة المنزلية مشروع (منك وإليك) قبل شهر رمضان مباشرة لإتاحة الفرصة للتسوق وبأسعار منخفضة من جميع مواد المؤونة المنزلية، حيث ستسهم الحملة بنوعين من المواد (ملوخية وبازلاء) ضمن مشروع المؤونة المنزلية.
وما زال العمل مستمرا وما زالت المبادرة تدعم الكثير من الأسر السورية في مدينة الريحانية، حيث يجهد الفريق النسوي التطوعي في البحث عن أفكار أخرى لمساعدة الأسر المحتاجة.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا، وفقاً لأحدث إحصائيات المديرية العامة لإدارة الهجرة التركية، 3 ملايين و763 ألفاً و565 سورياً ن حاملي بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك).
ويتركز وجود السوريين في تركيا في إسطنبول وتليها الولايات الجنوبية المحاذية للحدود مع سوريا، وفي الريحانية الملاصقة لباب الهوى يشكل السوريون أكثر من نصف سكانها.
وبلغت معدلات التضخم في تركيا، مطلع العام الحالي، نحو 40% وفقاً للبيانات الرسمية، وهو أعلى مستوى منذ عام 2002، في حين يشير العديد من السوريين والأتراك إلى أن الأسعار وخاصة المواد الغذائية تضاعفت ضعفين وثلاثة أضعاف، وأحياناً أكثر.