الرقة.. استمرار انقطاع الكهرباء في محافظة تضم سدين للمياه

يشتكي أهالي ريف الرقة من ساعات الانقطاع الطويلة للكهرباء القادمة من سد الثورة (الطبقة)، في حين تبرّر ذلك "الإدارة الذاتية"، بانخفاض منسوب مياه نهر الفرات.

وتجاوزت ساعات انقطاع التيار الكهربائي، عن أرياف الرقة عموماً، الـ 14 ساعة يومياً، غالبيتها خلال فترة الليل، الأمر الذي بات مزعجا بشكل كبير للأهالي.

يقول ممدوح عواش الحمود (32 عاماً) والمقيم في قرية الأنصار غربي الرقة لموقع تلفزيون سوريا: "معاناتنا مع الكهرباء يبدو أنها مقصودة من قبل الإدارة الذاتية، فخلال الصيف تعرضنا لذات المشكلة وكانت حجتهم انخفاض منسوب مياه السد، ولكننا اليوم في فصل الأمطار، فكيف ينخفض منسوب السد، حججهم واهية، عين العرب والقامشلي تتمتع بكهرباء مستمرة رغم بعدها عن السدود، ومحافظتنا فيها أضخم السدود ونعاني من الكهرباء.

ويضيف "نريد صدق الوعود من مكتب الكهرباء في الإدارة الذاتية، فدائماً يعدوننا بالإصلاح والحلول ولا زالت كلها كذب في كذب".

إبراهيم الفاضل (46 عاماً) والمقيم في قرية الحتاش شمالي الرقة يقول لموقع تلفزيون سوريا: "أملك محلاً للدواجن واللحوم، وانقطاع الكهرباء المستمر تسبب لي بأضرار كبيرة، حيث تلف لدي 27 كغ من لحم الدجاج التي تزيد قيمتها اليوم عن 100 ألف ليرة سورية، والآن أنا مضطر لشراء مولدة كهربائية مما سيزيد من تكاليف العمل وسعر المواد".

ويتساءل عمر عز الدين من أهالي قرية الأعيوج غرب الرقة "الكهرباء في مدينة الطبقة وريفها الغربي تكاد لا تنقطع ولكن في أرياف الرقة الشمالية والغربية والشرقية الكهرباء تستمر بالانقطاع وتكاد أن لا تأتي في بعض القرى مثل خنيز وثلث خنيز والجربوع و خس هبال وخس عجيل وغيرها، وطالما منسوب المياه منخفض بحسب مبررات الإدارة الذاتية فيجب أن تكون الخدمة المقدمة للمناطق في محافظة الرقة على مستوى متقارب إن لم يكن واحد، لماذا إذن هذا التمييز في توريد الخدمة مناطقياً؟؟ من المسؤول عن ذلك؟ وما الهدف؟".

من جانبه أوضح مسؤول إداري في لجنة إدارة السدود التابعة للإدارة الذاتية، في حديثه مع موقع تلفزيون سوريا، أن انقطاع التيار الكهربائي سببه انخفاض منسوب مياه نهر الفرات من الجانب التركي، مؤكداً أن هذه المشكلة بدأت منذ صيف العام الحالي ومستمرة حتى اللحظة، وأكد أن عملية صيانة الخطوط وتزويد القرى بالكهرباء تختلف ما بين إدارة الطبقة وإدارة الرقة، على اعتبار أن منطقة الطبقة وريفها مستقلة عن منطقة الرقة وريفها.

وأشار إلى أن "التيار الكهربائي في مدينة وريف الطبقة يعمل بطاقة 20 ساعة يومياً في حين تزيد ساعات الانقطاع الكهربائي في مناطق سيطرة مجلس الرقة المدني عن 13 ساعة يومياً، بسبب الاستجرار الكبير من قبل المواطنين للكهرباء والتلف الكبير في الكابلات والمحولات الرئيسية مما يزيد من أعباء عمل لجان الكهرباء في تلك المناطق".

وكشف الإداري الذي طلب عدم الكشف عن اسمه عن نظام تقنين جديد سيطبق في عموم مناطق شمال شرقي سوريا، حيث سينقطع التيار الكهربائي نحو 8 -10 ساعات بشكل متواصل بدءا من منتصف الليل وذلك تبعا لمستوى مياه سد تشرين وسد الطبقة وسد الحرية.

وتضم محافظة الرقة سدين لتوليد الطاقة الكهربائية هما سد الثورة (الطبقة) بقدرة استيعابية تصل إلى 2 مليار متر مكعب وسد الحرية (البعث) بقدرة استيعابية تصل إلى 90 مليون متر مكعب.