"الرجُل الرفيع بالقميص الأبيض"، روايةٌ جديدة للروائي السوري ممدوح عزّام، صدرت حديثاً عن دارَي "سرد" و"ممدوح عدوان"، وتدور أحداثها حول شخصية شاكر الصافي الذي تُثار تكهّنات كثيرة حول اختفائه، خصوصاً أنّه أمضى حياته على الهامش، غير مرئي تقريباً، ولم يتدخّل في شيء ولا سعى يوماً إلى شيء.
من هذا الحدث، ينطلق عزّام ليروي المدينةَ في زمن الفوضى والجنون. فنقرأ على الغلاف: "الرجُل الرفيع بالقميص الأبيض مقاربةٌ للخوف ومعناه وآلياته، وبحثٌ عمّا تتركه النزاعات والحروب من خراب، لا على المكان فحسب، بل على البشر أنفسهم".
من الرواية
"بقدر ما بدا شديد الأناقة، بقميصه الأبيض الناصع، وبنطلونه الجينز النظيف، وحذائه الأسود اللامع، وذقنه الحليقة، ورائحة الكولونيا، المتعِبة في الحقيقة، التي تفوح من كلّ أنحاء جسده، وطوله الشبيه بعنق نعامة، كانت الغرفة التي يسكن فيها باهرة النظافة، والترتيب. لا أعرف ما إن كان كلُّ شيء في مكانه بالضبط، كما يمكن أن أتخيّل. ولكن وجود تلك الأشياء، مثل الكراسي الخضراء الخمسة، والطاولة الخشبية بلون الجوز، وإبريق الفخّار المغلّف ببساطٍ ملوّن، والمزهرية الفارغة، وأقداح الفودكا المصفوفة على حافة النافذة، والكتب المتساوية الأحجام على الرفوف الخشبية، وأقلام الرصاص المسنونة ذات الرؤوس الإبرية، في المقلمة الخشبية المرصّعة بالأصداف، في أمكنتها، يوحي بأنّ يداً صارمة ووجلة في الآن نفسه، قد أبقتها في ذلك الوضع الأبديّ...".
ممدوح عزام
كاتب وروائي سوري من مواليد السويداء عام 1950. تتميز أعماله بالسلاسة والتشويق، وبأسلوبٍ سردي ساحر. من مؤلفاته: "قصص مكتوبة مرتين" (1983)، و"نحو الماء" (مجموعة قصصية، 1985)، وروايات "معراج الموت" (1987) التي أُنتجت فيلماً عام 1993، و"قصر المطر" (1998)، و"جهات الجنوب"، (2000)، ومجموعة قصصية بعنوان "الشراع" (2000)، وروايات "أرض الكلام"، (2005)، و"نساء الخيال" (2011)، و"أرواح صخرات العسل" (2018)، و"لا تُخبر الحصان" (2019)، و"حبر الغراب" (2021).