نعى "حزب الله"، ليل الثلاثاء - الأربعاء، قيادياً بارزاً في صفوفه قتل بضربة إسرائيلية جنوبي لبنان ومقاتلاً آخر، في حين كشفت مصادر عسكرية أن القيادي هو "الأعلى" الذي قتل منذ بداية التصعيد منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وقال "حزب الله"، في بيان، إن القائد طالب سامي عبد الله الملقب بـ"الحاج أبو طالب" مواليد العام 1969 من بلدة عدشيت جنوبي لبنان "ارتقى شهيداً على طريق القدس"، وهي عبارة يستخدمها الحزب منذ بداية التصعيد لنعي عناصره الذين يُقتلون بنيران إسرائيلية.
وأكّد مصدر مقرّب من "حزب الله"، لوكالة "فرانس برس"، أنّ القيادي الميداني الكبير قتل بضربة إسرائيلية استهدفت، ليل الثلاثاء – الأربعاء، بلدة جويا الواقعة جنوبي لبنان على بُعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
"القيادي الأعلى في الحزب الذي قتل منذ بدء التصعيد"
من جهته، أعلن مصدر عسكري لفرانس برس أنّ "قيادياً ميدانياً رفيعاً في حزب الله قتل في غارة اسرائيلية على بلدة جويا في جنوبي لبنان إلى جانب ثلاثة أشخاص آخرين"، بدون أن يوضح ما إذا كانوا كذلك عناصر أو قياديين في الحزب.
وقال المصدر إنّ القتيل هو "أبو طالب عبد الله" وهو "القيادي الأعلى في الحزب الذي قتل منذ بداية التصعيد" بين "حزب الله" إسرائيل منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وفي بيان لاحق، نعى حزب الله عنصراً ثانياً في صفوفه هو "محمد حسين صبرا مواليد عام 1973 من بلدة حدّاثا في جنوبي لبنان". وأكّد مصدر مقرّب من الحزب أنّ صبرا قُتل في الضربة نفسها مع عبد الله.
وحتى الساعة لم يعلّق الجيش الاسرائيلي على مقتل القيادي "أبو طالب".
وسبق لإسرائيل أن قتلت قياديين وعناصر في الحزب خلال الأسابيع الأخيرة بغارات بطائرات مسيّرة استهدفت سيارات ودراجات نارية.
وفي كانون الثاني، قُتل القيادي العسكري في "حزب الله" وسام الطويل بضربة إسرائيلية استهدفت سيارته في جنوبي لبنان. وفي الشهر نفسه، قُتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري مع ستة آخرين بضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله". وأكّدت مصادر لبنانية وفلسطينية وأميركية أن إسرائيل هي التي شنّت تلك الغارة.
التصعيد على الحدود اللبنانية
وتأتي هذه التطورات فيما تشهد الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة تصعيداً في الساعات الأخيرة، إذ أعلن "حزب الله" الثلاثاء أنّه قصف إسرائيل "بعشرات صواريخ الكاتيوشا" ردّاً على مقتل مدني، وبعد ساعات من نعيه ثلاثة عناصر بضربات استهدفت ليلاً شرقي البلاد قرب الحدود مع سوريا.
وصعّد مسؤولون إسرائيليون في الآونة الأخيرة وتيرة تهديدهم بشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق ضدّ لبنان.
وفي موازاة التصعيد الميداني، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي أنّ تل أبيب "جاهزة لشنّ عملية مكثفة للغاية" على الحدود مع لبنان، من أجل أن "نعيد الأمن إلى شمالي إسرائيل".
وخلال القصف المتبادل بين إسرائيل و"حزب الله" والمستمر منذ ثمانية أشهر، أسفر التصعيد عن مقتل 467 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 304 من الحزب وقرابة 90 مدنياً، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى بيانات ومصادر رسميّة لبنانيّة، بينما أعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.