اعتبر رئيس مجلس "الدوما" الروسي، فياتشيسلاف فولودين، أن "منظمة معاهدة الأمن الجماعي أظهرت، من خلال الإجراءات التي اتخذتها في كازاخستان، أنها قادرة على حل المشكلات الصعبة بشكل فعّال".
وأضاف فولودين "من الواضح تماماً، أنه يمكن اعتبار ما حدث في كازاخستان مرحلة جديدة من تطور المنظمة، التي تضم ست دول"، وفق ما نقلت وكالة "تاس" الروسية.
وصباح اليوم، أعلن رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، عن انتهاء مهام قوات "حفظ السلام" التابعة لمنظمة "معاهدة الأمن الجماعي"، مشيراً إلى أنها "أنهت مهمتها بنجاح، وستبدأ انسحابها من البلاد خلال اليومين القادمين".
وقبل أيام، أرسلت روسيا إلى كازاخستان 70 طائرةً تحمل معدات عسكرية وقوات "حفظ السلام" تتبع لمنظمة "معاهدة الأمن الجماعي"، وتضم جنوداً من القوات الأرمينية والطاجيكية والقيرغيزية، وذلك في محاولة لوأد المظاهرات الشعبية التي اجتاحت البلاد.
ووفقا لرئيس مجلس "الدوما" الروسي، فإن قرار رؤساء الدول الأعضاء في المنظمة بإرسال قوات حفظ سلام لحماية البنية التحتية الرئيسية في كازاخستان "سمح بالإفراج عن ضباط إنفاذ القانون المحليين، الذين كانوا قادرين على ضمان سلامة المدنيين".
وأوضح أنه "عندما تكون هناك حجج حول ما إذا كان الأمر يستحق إرسال قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي أم لا، أود التأكيد على أن هذا القرار كان لابد من اتخاذه"، مؤكداً على أنه "بعد أن تجنبنا التهديد الإرهابي، تمكنا من تجنب المشكلات الخطيرة، ليس فقط في علاقاتنا الودية مع كازاخستان، ولكن أيضاً في دول أخرى".
وأضاف فولودين أنه "يجب على الجمعية البرلمانية للمنظمة أن تعمل بشكل أكبر لمواءمة تشريعات البلدان المشاركة"، مشدداً على أنه "يجب استخلاص النتائج من المأساة التي حدثت في كازاخستان، حتى لا تتزايد أعمال العدوان الخارجية وتؤدي إلى اضطرابات في المجتمع والاقتصاد وموت الناس".
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة لم تكن تريد أن تكون بعثة حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي موجودة على الإطلاق، حتى يستمر الوضع غير المستقر في كازاخستان"، معتبراً أن "العالم رأى أمثلة دخول قوات الناتو إلى ليبيا والعراق وسوريا وأفغانستان دون أي طلب من جانب هذه الدول".
وأكد المسؤول الروسي على أن "الاستقرار في المنطقة يسهل من خلال الموقف المتعاون للصين والشركاء الآخرين في منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنظمة شنغهاي للتعاون، الذين يساورهم القلق بشأن مشاركة المرتزقة الأجانب في الهجمات على المدنيين وقوات الأمن الكازاخية".
منظمة "معاهدة الأمن الجماعي"
وتضم منظمة "معاهدة الأمن الجماعي" ست دول، هي روسيا وأرمينيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، تعود أصولها إلى القوات المسلحة للاتحاد السوفييتي السابق، وتشكلت المنظمة في شكلها الحالي في العام 1992.
ووفق ميثاق المنظمة، فإنه ينظر إلى أي اعتداء على دولة موقعة على أنها عدوان ضد كل الدول، ويؤكد ميثاقها على رغبة الدول المشاركة في الامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، كما لا تستطيع الدول الأعضاء في المنظمة الانضمام إلى تحالفات عسكرية أخرى أو مجموعات دول أخرى.
وكانت الاحتجاجات قد بدأت في كازاخستان، خلال الأيام الأولى من العام الجديد، إذ احتج سكّان مدينتي جاناوزين وأكتاو في "مانغيستاو"، منطقة منتجة للنفط غربي كازاخستان، على مضاعفة أسعار الغاز، وامتدت الاحتجاجات إلى مدن أخرى أيضاً.
وأعلنت الحكومة استقالتها الأربعاء الماضي، على خلفية الاحتجاجات، تلاها فرض حالة الطوارئ في عموم البلاد بهدف حفظ الأمن العام، وفق إعلام محلي.