أقدم شاب سوري، صباح الأحد، على الانتحار داخل خيمته في أحد مخيمات اللاجئين في محافظة البقاع الأوسط اللبنانية، تاركاً خلفه رسالة مؤثرة وجهها إلى أمه.
وقالت وسائل إعلام لبنانية إن الشاب السوري بشار وحيد المحمد البالغ من العمر 22 عاماً أقدم على شنق نفسه داخل مخيم "رقم 018" للاجئين السوريين في بلدة مجدل عنجر بمحافظة البقاع الأوسط.
وذكر الدفاع المدني اللبناني، في بيان، أن عناصره نقلت جثة الشاب إلى مستشفى "إلياس الهراوي" الحكومي في مدينة زحلة، وذلك بعد حضور الأجهزة الأمنية والطبيب الشرعي وإتمامهم الإجراءات القانونية اللازمة.
نقل جثة شاب من التابعية السورية من مجدل عنجر الى المستشفى.
— الدفاع المدني اللبناني (@CivilDefenseLB) May 12, 2024
نقل عناصر من الدفاع المدني في تمام الساعة ١١:٠٠ من تاريخ اليوم الواقع في ٢٠٢٤/٥/١٢ جثة شاب من التابعية السورية قضى داخل خيمته في مجدل عنجر، الى مستشفى الرئيس الياس الهراوي الحكومي في زحلة-البقاع. pic.twitter.com/08ClOSXj9f
رسالة مؤثرة
وكان الشاب المتوفى كتب رسالة مؤثرة وجدت بجانب جثته، اعتذر فيها من أمه، لكنه برر خطوته بأنه لم يعد قادراً على تحمل آلام الحياة والأوضاع المعيشية القاسية.
وقال الشاب في الرسالة: "يا أمي سامحيني، الدنيا صعبة علي، أني تعبت والله".
تنامي العنصرية ضد اللاجئين السوريين في لبنان
مع تزايد الموجة العنصرية ضد اللاجئين السوريين في لبنان، تكررت مؤخراً حالات الانتحار بين صفوف الشباب السوريين، حيث أقدم الشاب أنس العلي المصيطف على الانتحار شنقاً خوفاً من ترحيله وتسليمه إلى قوات النظام السوري.
كما هدد أربعة سجاء سوريون في سجن رومية اللبناني بشنق أنفسهم، في آذار الماضي، احتجاجاً على تسليمهم إلى النظام السوري، مما يعرض حياتهم للخطر، وذلك بعد تنفيذ مدة محكوميتهم في لبنان.
ومن جديد عادت قضية التحريض على اللاجئين السوريين إلى الواجهة في لبنان مع تحركات وحملات مركزة انخرطت بها أطراف سياسية، وذلك للدفع باتجاه ترحيلهم قسرياً، في وقت ما تزال فيه بعض القوى السياسية والمنظمات الدولية ترفض هذا الأمر وتعدّ أن ظروف عودتهم بطرق آمنة ما تزال غير متوفرة.
وتعرض اللاجئون الذين عادوا إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري منذ بداية عام 2014 وحتى آذار الماضي لانتهاكات جسيمة، ووثقت الشبكة السورية ما لا يقل عن 4643 حالة اعتقال تعسفي بينها 251 لأطفال و214 لسيدات (أنثى بالغة)، بحق لاجئين عادوا من دول اللجوء أو الإقامة إلى مناطق إقامتهم في سوريا، جميعهم جرى اعتقالهم على يد قوات النظام السوري، إضافةً إلى عمليات التجنيد الإجباري في صفوف قوات النظام السوري، وكذلك فرض العديد من القوانين التعسفية التي تهدف إلى السيطرة على ممتلكات النازحين واللاجئين.