الدفاع المدني: سوريا سجلت أكبر عدد من ضحايا الذخائر العنقودية في العالم عام 2021

أعلن الدفاع المدني السوري، أن سوريا سجلت في عام 2021 أكبر عدد من الضحايا من مخلفات الذخائر العنقودية المسجلة في أي بلد بالعالم، حيث بلغ عدد ضحايا الذخائر العنقودية في شمال غربي سوريا منذ بداية العام 2020 وحتى الوقت الحالي 68 قتيلاً.

وشارك الدفاع المدني السوري في الاجتماع العاشر للدول الأطراف في اتفاقية الذخائر العنقودية لعام 2008، والذي عقد في مقر الأمم المتحدة في جنيف خلال الأيام من 30 آب حتى يوم الجمعة 2 أيلول.

وخلال المؤتمر تمت مناقشة تقرير مرصد الذخائر العنقودية لعام 2022 التابع للتحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية.

وبحسب تقرير الدفاع المدني السوري، بلغ عدد القتلى من جراء انفجار الذخائر العنقودية عام 2020،  32 شخصاً بينهم 6 أطفال و4 نساء، وأصيب 65 آخرون بينهم 7 أطفال و 13 امرأة.

في حين انخفضت انفجارات مخلفات الحرب لنحو النصف عام 2021، حيث استجابت فرق الدفاع المدني لـ 32 انفجاراً، أدت إلى مقتل 18 شخصاً بينهم 5 أطفال، وإصابة 32 آخرين بينهم 11 طفلاً.

اقرأ أيضاً

تقرير: نصف سكان سوريا معرضون لخطر انفجار الألغام والقذائف

21 انفجاراً لمخلفات الحرب في شمال غربي سوريا

ومنذ بداية العام الحالي وحتى يوم الأحد 28 آب، وثق الدفاع المدني السوري 21 انفجاراً لمخلفات الحرب في شمال غربي سوريا أدت إلى مقتل 18 شخصاً بينهم 5 أطفال وإصابة 23 آخرين بينهم 14 طفلاً، وامرأة.

وقال الدفاع المدني في تقريره: "يعيش ملايين المدنيين في سوريا في مناطق موبوءة بالألغام والذخائر غير المنفجرة نتيجة سنوات من قصف النظام وروسيا، وتشكل تهديداً كبيراً على حياة السكان، وموتاً موقوتاً طويل الأمد، وتؤثر بشكل مباشر على استقرار المدنيين والتعليم والزراعة، تنتشر مخلفات الحرب في عموم مناطق سوريا التي باتت ساحة حرب لتجريب واختبار الأسلحة الروسية، فحجم الترسانة العسكرية الهائل التي تم قصف المدنيين فيها كبير جداً، وانتشرت مخلفات الحرب في المدن والقرى وفي الأحياء السكنية وفي الأراضي الزراعية".

وخلص تقرير مرصد الذخائر العنقودية لعام 2022، أن ثلث المجتمعات المأهولة بالسكان في سوريا متأثرة بمخلفات الحرب، وأن الاحتياجات الإنسانية الناتجة عن التلوث ما تزال مرتفعة للغاية على خلفية ضعف برنامج الأعمال المتعلق بالألغام الذي يعاني من نقص تمويل الخبرات.

وتحدث التقرير عن جهود الدفاع المدني السوري في عمليات المسح والإزالة، في شمال غربي سوريا، وعن المخاطر التي تواجهها الفرق كإصابة أحد المتطوعين بجروح في عام 2021 خلال عمله بالتخلص من مخلفات الحرب، وعن انضمام متطوعات إلى فرق المسح غير التقني، في عام 2022.

اقرأ أيضاً

مقتل طفل بانفجار قنبلة عنقودية من مخلفات النظام جنوبي إدلب

خطورة القنابل العنقودية

وأشار الدفاع المدني إلى أن خطورة القنابل العنقودية تكمن في انخفاض نسبة انفجارها الفورية بعد وصولها إلى الأرض مقارنة بباقي أنواع الذخائر الأخرى.

وأوضح تقرير الدفاع المدني أن الذخائر العنقودية لا تستهدف هدفاً محدداً، فهي تنتشر بشكل عشوائي في مناطق واسعة، وقد تصل نسبة القنابل التي لا تنفجر مباشرة بعد ارتطامها بالأرض إلى نحو 40% بحسب الأمم المتحدة، ما يؤدي إلى نتائج مدمرة لأي شخص يصادفها لاحقاً.

ووثقت فرق الدفاع المدني السوري استخدام نظام الأسد وروسيا لأكثر من 11 نوعاً من القنابل العنقودية (جميعها صناعة روسية).

استهداف المدارس والأسواق بالقنابل العنقودية

واستجاب الدفاع المدني السوري لـ 20 هجوماً بقنابل عنقودية على شمال غربي سوريا خلال عام 2020، هجومان منها استهدفا مدرستين، وهجوم استهدف سوقاً شعبياً، و 11 هجوماً استهدف منازل المدنيين، وباقي الهجمات استهدفت طرقات ومناطق زراعية.

وفي عام 2021 استجاب لثلاث هجمات عنقودية شنتها قوات النظام السوري وروسيا، جميعها كانت بصواريخ تحمل قنابل عنقودية، استهدف أحدها سوقاً للمحروقات، في حين استهدف هجومان منها تجمعاً لمحطات بدائية لتكرير الوقود في ريف حلب الشرقي، وفي هذا العام استجاب الدفاع المدني السوري حتى يوم 28 آب، لهجوم واحد من قبل قوات النظام وروسيا استهدف ريف إدلب الجنوبي.

اقرأ أيضاً

كيف تستخدم روسيا الأساليب التي استخدمتها في سوريا مع أوكرانيا

جهود الدفاع المدني السوري لإزالة الذخائر غير المنفجرة

تتعامل فرق متخصصة في الدفاع المدني السوري مع أنواع محددة من مخلفات الحرب، وهي أحد أخطر الخدمات وأصعبها، وتضم عدة نشاطات مختلفة منها المسح لتحديد المناطق الملوثة وعمليات التوعية، وعمليات التخلص بشكل نهائي من الذخائر، وبدأت فرق الذخائر غير المنفجرة (UXO) العمل على إزالة مخلفات الحرب عام 2016 لمواجهة هذا التحدي الذي يهدد حياة آلاف المدنيين يومياً في ظل عدم وجود أي جهة تعمل في هذا المجال.