رفض السفير الإيراني لدى لبنان، محمد جلال فيروزنيا، الحضور إلى وزارة الخارجية اللبنانية بعد استدعائه من قبل وزير الخارجية شربل وهبة، على خلفية مانشرته قناة "العالم" الإيرانية بحق البطريرك الماروني، مار بشار بطرس الراعي.
وقالت صحيفة "الجمهورية"، إن استدعاء السفير الإيراني "لم يمر مروراً دبلوماسياً في سفارة طهران، بل ترك أثراً سلبياً لديها".
وحسب المصدر، أبلغت السفارة الإيرانية، الخارجية اللبنانية، أنه من الأفضل تأجيل اللقاء إلى موعد آخر، "بسبب ظروف طارئة فرضت على فيروزنيا تعديل جدول نشاطه المقرر" أمس الإثنين.
وقال المصدر إن سبب امتناع السفير الإيراني عن زيارة وهبة إنما مردّه إلى انزعاجه من الطريق التي دُعي بها، ورفضه مبدأ استدعائه، خاصة أن قناة "العالم" أزالت المقال و"رفضت تبنّي مضمونه".
وقالت القناة في بيان لها: "نشكر غبطته (شربل وهبة) ونجدّد التأكيد بأنّه لم يكن هناك اي سوء نية من نشر المقالة في موقع قناة العالم"، فالقناة "تؤمن بأنّ الولاء للقضية الفلسطينية والمعاداة للكيان الصهيوني من القيم والمبادئ الثابتة لجميع الطوائف والإثنيات اللبنانية والتي تستحق التقدير والإشادة".
اقرأ أيضاً: هل تنقذ الكنيسة لبنان؟
وكانت قناة "العالم" أوردت في مقال نشر على موقعها الإلكتروني، أنّ "الراعي" يسعى للتطبيع مع إسرائيل، وأنّ كلامه "مدفوع بجماعات يمينية معروفة بعلاقاتها الوثيقة مع إسرائيل".
ولم يكن المقال الذي نشر على الموقع المادة الوحيدة التي انتقدت فيها القناة البطريرك "الراعي"، إذ أعدت أيضا تقريراً من بيروت رأت فيه أن "ما طرح من مشاريع تدعو للحياد وتدويل الملف اللبناني إنما يصب في خدمة إسرائيل"، وأنّ ما شهده مقر البطريركية المارونية تأييد لمواقف "الراعي"، يوم السبت الماضي، هو "محاولة لمحاصرة المقاومة وإنجازاتها الوطنية".
ورفض "التيار الوطني الحر" أمس المقال الذي نُشر، وانتقد التوجه إلى البطريرك الراعي "بكلام يشكل بأسلوبه ومضمونه اعتداءً على مقامه".
وكان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اعتبر أن اللغة التي تناولت بها قناة "العالم"، الراعي، غير مقبولة، وأنّ كل ما سيق بحقّ البطريرك من قبل القناة كان فقط "لمجرّد أن لديه آراء لا تتلاءم مع تطلعاتهم".