أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن "الإدانة الشديدة" للفظائع التي وردت في مقطع فيديو يوثّق إطلاق النار على مدنيين معصوبي الأعين وغير مسلحين من قبل أحد عناصر قوات نظام الأسد.
ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تحقيقاً كشفت فيه عن مجزرة ارتكبها عناصر في قوات النظام بحي التضامن جنوبي العاصمة دمشق في 16 من نيسان من عام 2013.
ويظهر التحقيق أن كلاً من أمجد يوسف ونجيب الحلبي أعدما 41 شخصاً عبر الإلقاء بهم في حفرة وسط أحد الشوارع في حي التضامن، ثم إطلاق الرصاص المباشر عليهم وإحراق جثثهم بإطارات السيارات.
وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن "مقطع الفيديو يشير إلى أدلة إضافية على جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد، وهو مثال مروّع آخر على الفظائع التي عانى منها الشعب السوري لأكثر من عقد من الزمان".
وأشاد البيان بمن وصفهم "الأفراد الشجعان الذين يعملون على تقديم الأسد ونظامه إلى العدالة، وغالباً ما يعرضون حياتهم لخطر"، مشيرة إلى أن "ذلك العمل الحيوي لمنظمات المجتمع المدني السوري يشمل توثيق انتهاكات قانون النزاع المسلح وانتهاكات حقوق الإنسان وجهودها للنهوض بالعدالة الانتقالية".
وأكدت الخارجية الأميركية على "الالتزام الشديد للولايات المتحدة بضمان المساءلة عن الفظائع التي يواصل نظام الأسد ارتكابها ضد السوريين"، مشددة على أن "المساءلة والعدالة على الجرائم والانتهاكات المرتكبة ضد السوريين ضرورية لتحقيق سلام مستقر وعادل ودائم في سوريا والمنطقة".
وفي وقت سابق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن "النظام السوري مسؤول عن موت ومعاناة عدد لا يحصى من السوريين، وتشريد أكثر من نصف سكان البلاد، إضافة إلى استمرار الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري لأكثر من 130 ألف رجل وامرأة وطفل".
وأوضح الدبلوماسي الأميركي أنه "من دون المساءلة لا يمكن أن يكون هناك حل دائم للصراع"، مجدداً تأييد الولايات المتحدة لـ "الدور المهم للجنة التحقيق والآلية الدولية المحايدة والمستقلة، ونرحب بالجهود المستمرة التي تبذلها المحاكم الوطنية للتحقيق والملاحقة القضائية في الجرائم الواقعة ضمن اختصاصها والمرتكبة في سوريا".
يشار إلى أن الفيديو الذي نشرته صحيفة الغارديان هو واحد من 27 مقطع فيديو تم تسريبها، ويظهر فيها مقتل 288 مدنياً بينهم 7 نساء ومجموعة غير معروفة العدد من الأطفال، على يد أمجد يوسف ونجيب الحلبي، اللذين يعملان في فرع المنطقة التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية، والمعروف أيضاً بالفرع 227، وفق ما نقل موقع "الجمهورية".