أصدرت الحكومة الروسية قراراً بتعليق عمل صحيفة "نوفايا غازيت"، أبرز الصحف المستقلة في روسيا، بعد أن وجّهت هيئة الرقابة للاتصالات الروسية "روسكومنادزور" إنذارين لها، تضمن الثاني إغلاق الصحيفة أو سحب رخصتها.
ويأتي ذلك في إطار حملة تشنها الحكومة الروسية على وسائل الإعلام التي لا تؤيد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتتحدث خلافاً لذرائعه في الحرب التي يشنها على أوكرانيا، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".
وقالت الصحيفة إن "تعليق عمل نوفايا غازيت، يعني عدم وجود أي مؤسسة إعلامية، تنتقد أعمال الكرملين في روسيا".
وقال رئيس تحرير الصحيفة، دميتري مرادوف، في رسالة وجهها للمشتركين "لقد أجبرنا على تعليق النشر في الصحيفة وعدم تحديث موقعنا وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي حتى انتهاء الاعتداءات على الأراضي الأوكرانية".
وأضاف مرادوف أنه "بالنسبة لنا، وأعلم أنه بالنسبة لكم أيضاً، فهذا القرار مروع وصعب، ولكن يجب علينا أن نحافظ على بعضنا، لمصلحة بعضنا البعض".
وسبق أن أقرّ الرئيس الروسي قانوناً يقضي بمحاسبة ناشري الأخبار الكاذبة فيما يخص حملته العسكرية على أوكرانيا، في حين حظرت الحكومة الروسية عدة مواقع إعلامية أجنبية، ووسائل إعلام محلية، وقيّدت المؤسسات الإخبارية في تغطيتها الإخبارية، ومنعت الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر".
والأسبوع الماضي، أعلن رئيس تحرير "نوفايا غازيت"، الحاصل على جائزة نوبل للسلام في العام 2021، أنه سيتبرع بالجائزة لصندوق اللاجئين الأوكرانيين، كي تعرض في مزاد علني.
يشار إلى أن الصحفي ديمتري مورادوف، دافع عن حرية التعبير في روسيا منذ عقود، في ظل ظروف صعبة بشكل متزايد.
وفي عام 1993، كان مورادوف أحد مؤسسي صحيفة "نوفاجا غازيتا المستقلة"، التي واجه صحفيوها أعمال عنف وتهديدات، وقتل ستة منهم، من بينهم آنا بوليتكوفسكايا، التي أبلغت بلا خوف عن انتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان، وقتلت بالرصاص خارج شقتها في العام 2006.
وكانت صحيفة "نوفايا غازيت" قد أنجزت تقارير تحدثت فيها عن فساد وتزوير انتخابي، وعنف من جانب الشرطة، وأعمال عسكرية روسية، بالإضافة إلى فضح انتهاكات المرتزقة الروس في سوريا، والتعذيب في السجون الروسية، وكوارث بيئية غير موثقة في مختلف أنحاء روسيا.
وفي العام 2013، وثقت الصحيفة الأعمال الداخلية للقراصنة الروس في سانت بطرسبرغ، الذين اتهمتهم الولايات المتحدة لاحقاً بالتدخل في الانتخابات الأميركية في العام 2016.