من المتوقع أن يصدر حكم بالسجن على رجل أعمال سوري صاحب مشاريع يقيم في المملكة المتحدة، وذلك لأنه أرسل المال لابن أخيه في سوريا.
أرسل فرهاد محمد، 45 عاماً، 350 دولاراً ضمن دفعتين إلى قريبه إدريس عثمان في شهر تشرين الثاني من عام 2017 وشهر كانون الثاني عام 2018.
وكشف تحقيق للشرطة بأن عثمان عضو فاعل لدى تنظيم يُعرف باسم هيئة تحرير الشام، وبأن الشاب قال لعمه محمد في إحدى رسائله النصية: "أمامي إما أن أبقى على قيد الحياة أو أن أستشهد".
الاتهامات
عندما ألقي القبض على محمد الذي يقيم في المملكة المتحدة منذ سنوات طويلة، وذلك خلال محاولته الهرب جواً من لندن إلى تركيا بتاريخ 27 شباط 2018، عُثر بحوزته على أربعة آلاف جنيه إسترليني نقداً وثلاثة هواتف نقالة، وتبين من خلال الهاتف بأن محمداً أرسل إلى ابن أحيه عدة دفعات ظهرت مفصلاً على جواله.
بيد أن محمداً أنكر التهم الخمس المنسوبة إليه وهي المشاركة في ترتيب أمور شملت توفير مال وسكن بغرض "الإرهاب" وذلك خلال الفترة ما بين 3 أيار 2017 و10 كانون الثاني 2018، لكنه أدين بتهمتين وجرت تبرئته من تهمتين خلال الشهر الماضي، كما قرر الادعاء اليوم عدم السعي وراء إعادة المحاكمة بالنسبة للتهمة الخامسة، بما أن القاضي لم يستطع أن يصدر حكمه بالنسبة لها فبقيت ضمن ملف الدعوى.
ومن المزمع أن يصدر حكم المحكمة بحق محمد في العشرين من شهر حزيران.
وعن تلك الدعوى علقت المدعية ديانا ويلسون قائلة: "نسبت للمدعى عليه تهمة إرسال الأموال إلى إدريس عن طريق وسيط وذلك خمس مرات، يعود تاريخ الأولى إلى 3 أيار، والثانية في 18 آب، والثالثة في 4 تشرين الأول، والرابعة في 25 تشرين الثاني، والخامسة في 10 كانون الثاني من عام 2018، ويتعين على المدعى عليه قبول كونه أجرى تلك الحوالات الخمس وهو يعرف بأن المستلم النهائي لها هو ابن أخيه، وثمة سبب وجيه للشك بأنه تمت الاستعانة بتلك الأموال لأغراض الإرهاب. إذ عندما ألقي القبض على المدعى عليه كان في طريقه إلى الطائرة في رحلة متوجهة من لندن إلى تركيا بتاريخ 28 شباط 2018، وعثر بحوزته على ثلاثة هواتف نقالة، ولديه حساب على فيس بوك كان يراسل إدريس من خلاله".
رسائل الإثبات
استمعت هيئة المحلفين لعدة رسائل نصية وصوتية أرسلها إدريس إلى محمد وقرأتها السيدة ويلسون أمام المحكمة.
في إحدى تلك الرسائل، كتب إدريس: "سامحني يا عمي! سأشارك في القتال إن شاء الله، ولهذا إما سأبقى على قيد الحياة أو سأستشهد، ولذلك سأخضع لتدريبات عسكرية طوال 15 يوماً قبل التحرك لمحاربة الأعداء".
وفي رسالة أخرى عثرت عليها الشرطة وجهها عثمان لمحمد في حزيران 2017، كتب ليقول: "أستحلفك بالله يا عمي أن ترسل لي ستة ورقات ونصف (أي 650 دولاراً)، حتى أشتري سلاحاً، وهو السلاح الذي يعجبني، وجزاك الله كل خير".
كما أرسل عثمان إلى عمه صورة في عام 2017، ظهر فيها وهو جالس على دراجة نارية وثمة بندقية علقها على كتفه.
وعن ذلك يعلق دومينيك مورفي وهو قائد عسكري يترأس قيادة وحدة مكافحة الإرهاب في المدينة فيقول: "تعتمد الجماعات الإرهابية على الدعم المالي والتمويل في تنفيذ عملياتها، وفي الوقت الذي لم تكن فيه إسهامات محمد تمثل مبالغ طائلة، كان يعرف تماماً بأن ابن أخيه يريد المال ليشتري سلاحاً نارياً وليمول نشاطه القتالي في سوريا، ولقد تسببت جماعات مثل هيئة تحرير الشام بمآس وإرهاب ودمار كبير، لذا إن كنت تمول شخصاً من أهلك أم لا وأنت تعرف بأنه عضو في جماعة مثل هذه الجماعة، فهذا يعني بأنك تساعد تنظيماً إرهابياً، ولهذا يعتبر هذا الأمر شيئاً غاية في الخطورة".
على الرغم من إنكار محمد، أدين هذا الرجل بخمس تهم وهي المشاركة والاهتمام بتدبير أمور تتضمن توفير المال والمكان بغرض الإرهاب.
المصدر: Daily Mail