ردّ رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري على كلمة ألقاها اليوم الخميس أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله معلناً فيها توجّه سفينة وقود إيرانية إلى لبنان ومعتبراً أن السفن الإيرانية "أرض لبنانية".
وقال الحريري في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر: "هل ما سمعناه هذا الصباح عن وصول السفن الإيرانية هو بشرى سارة للبنانيين أم إعلان خطير بزج لبنان في وحول صراعات داخلية وخارجية؟".
هل ما سمعناه هذا الصباح عن وصول السفن الإيرانية هو بشرى سارة للبنانيين أم إعلان خطير بزج #لبنان في وحول صراعات داخلية وخارجية ؟
— Saad Hariri (@saadhariri) August 19, 2021
١/٩
وأوضح أن "حزب الله يعلم بأن أساس أزمة المحروقات في لبنان تنشأ عن التهريب المتعمد لخدمة النظام السوري، والأجدى في هذه الحالة وقف التهريب بدل تمنين اللبنانيين بالحصول على المازوت الإيراني".
وحذّر من أن "سفن الدعم الإيرانية ستحمل معها إلى اللبنانيين مخاطر وعقوبات إضافية، وقال إن "حزب الله" على علم بذلك، مشيراً إلى أن تلك العقوبات ستكون "على شاكلة العقوبات التي تخضع لها فنزويلا ودول أخرى".
وشدّد الحريري على أن "اعتبار السفن الايرانية أراضٍ لبنانية يشكل قمة التفريط بسيادتنا الوطنية، ودعوة مرفوضة للتصرف مع لبنان كما لو أنه محافظة إيرانية. ونحن بما نمثل على المستوى الوطني والسياسي لن نكون تحت أي ظرفٍ غطاء لمشاريع إغراق لبنان في حروب عبثية تعادي العرب والعالم".
واعتبر أن إيران تعمل على "تعطيل تأليف الحكومة"، وتساءل: "وإلا كيف تجيز الدولة الإيرانية لنفسها مخالفة القوانين الدولية فتقبل إرسال السفن إلى لبنان دون موافقة الحكومة اللبنانية؟ فهل نحن في دولة تسلم فيها حزب الله كل الحقائب الوزارية، من الصحة إلى الاقتصاد إلى الدفاع إلى المرافئ والأشغال العامة، له ساعة يشاء أن يطلب الدواء من إيران، وأن يستدعي السفن الإيرانية المحملة بالمازوت والبنزين وأن يهدد بإدخالها بحراً وبراً وجهاراً نهاراً، رغماً عن السلطات العسكرية والأمنية؟!".
واستدرك الحريري: "نعم المواقف التي سمعناها قبل قليل (في كلمة نصر الله) تقول للبنانيين إنهم لا يريدون حكومة. فأي حكومة هذه التي يريدونها أن تفتتح عملها باستقبال السفن الإيرانية والاصطدام مع المجتمع الدولي، في وقت أحوج ما يكون فيه لبنان إلى حكومة تحظى بدعم الأشقاء والأصدقاء".
وختم رئيس الحكومة اللبنانية السابق بالقول: "يستطيع حزب الله أن يحصل على تأشيرة تواطؤ مع العهد. وأن يغطي نفسه بصمت الفريق الرئاسي، لكنه لن يحصل من أكثرية اللبنانيين على إجازة مرور لتسليم لبنان للسطوة الإيرانية. هذه مواقف ستضاعف من معاناة الناس المعيشية والاقتصادية، وتشق الطريق السريع إلى جهنم" بحسب تعبيره.
نصر الله يعد اللبنانيين بجلب الوقود من إيران
وكان "نصر الله" قد أعلن في وقت سابق من اليوم الخميس أن "السفينة الإيرانية الأولى المحملة بالمحروقات، في طريقها الآن إلى لبنان بعد أن أنجزت كل الترتيبات وستُبحر خلال ساعات إلى لبنان".
وأضاف: "ستتبع هذه السفينة سفن أخرى، والمسألة ليست مسألة سفينة واحدة"، محذراً الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل من أن السفينة ستكون أرضاً لبنانية بمجرد إبحارها.