يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، في اليوم الـ 244 من حربه على قطاع غزة، القصف الجوي والمدفعي المكثف على مناطق متفرقة في القطاع، وسط استمرار الاشتباكات الضارية مع الفصائل الفلسطينية التي أعلنت عن عمليات نوعية ضد القوات الإسرائيلية في رفح جنوب القطاع.
أسفرت غارة جوية إسرائيلية، اليوم، على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بمخيم النصيرات عن مقتل 37 فلسطينياً وجرح العشرات، بحسب مصدر طبي في مستشفى "شهداء الأقصى" وسط قطاع غزة.
وقالت حركة حماس إن "المجزرة المروعة" التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي عن سبق إصرار وترصد ضد المدنيين في مدرسة للأونروا بمخيم النصيرات.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في وقت سابق اليوم أن طائراته نفذت ضربة جوية "دقيقة ومميتة" على مدرسة تابعة للأونروا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة زعم أنها تؤوي "مجمعا لحماس".
في حين، قال المتحدث باسم مستشفى "شهداء الأقصى" خليل الدقران، في تصريحات تلفزيونية لقناة "الجزيرة"، إن المستشفى استقبل 141 قتيلاً و380 مصابا خلال يوم واحد، موضحاً أن المستشفى لا يمكنه استيعاب هذا العدد الكبير من المصابين.
عملية إنزال خلف خطوط العدو
أعلنت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة حماس، اليوم الخميس، عملية اختراق خلف خطوط الجيش الإسرائيلي، هي الأولى من نوعها بعد هجوم "طوفان الأقصى" في 7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأوضحت "القسام" أن العملية تضمنت اختراق السياج الأمني الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، والهجوم على مقر قيادة فرقة تابعة للجيش الإسرائيلي العاملة بمدينة رفح جنوبي القطاع.
وقالت "القسام" في بيان عبر تلغرام، "في عملية إنزال خلف الخطوط.. تمكن مجاهدو القسام من اختراق السياج الزائل (الفاصل)، ومهاجمة مقر قيادة فرقة العدو العاملة بمدينة رفح".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق الخميس، أنه قتل 3 فلسطينيين؛ بزعم محاولتهم التسلل من غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان نشر عبر منصة "إكس"، إن قوة للجيش كانت تهم بأعمال تمشيط في منطقة السياج الأمني مع غزة، رصدت عددا من المشتبه بهم يقتربون من الأراضي الإسرائيلية في محاولة لاجتياز العائق الأمني برفح.
وأضاف البيان، أن اشتباكات اندلعت مع المسلحين، واستهدفت طائرة تابعة لسلاح الجو أفراد الخلية وقضت على اثنين منهم، ثم قضت دبابة على ثالث.
وزعم البيان أن الفلسطينيين "لم يجتازوا السياج الأمني، ويتم التحقيق في الحادث".
#عاجل
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 6, 2024
⭕️رصدت قوة لجيش الدفاع كانت تهم بأعمال تمشيط في منطقة السياج الامني مع قطاع غزة عددًا من المشتبه فيهم يقتربون من الأراضي الاسرائيلية في محاولة لاجتياز العائق الأمني في منطقة رفح حيث اندلع اشتباك مع المخربين تخلله تبادل لإطلاق النار
⭕️قامت طائرة لسلاح الجو تم استدعائها… pic.twitter.com/uWFSoy5Wtw
يذكر أن الجيش الإسرائيلي بدأ، منذ 6 من أيار/مايو الماضي، عملية عسكرية برية على مدينة رفح، ما أجبر أكثر من مليون فلسطيني على النزوح في أوضاع كارثية.
وفي مستوطنات غلاف غزة، المحيطة بالقطاع، أفادت "القناة 12" الإسرائيلية الخاصة بسقوط صاروخ في منطقة مفتوحة بغلاف غزة دون وقوع إصابات.
في حين قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت في غلاف غزة لأول مرة منذ 30 ساعة.
مقتل 5 جنود إسرائيليين
في عملية ثانية، أعلنت "القسام" أنها قتلت 5 جنود إسرائيليين في تل زعرب غربي رفح.
وقالت الكتائب إنها فجرت فتحة نفق عبر تفخيخها مسبقا بقوة إسرائيلية راجلة مكونة من 5 جنود في تل زعرب غرب رفح، وأضافت أنها قضت عليهم.
ووسط القطاع، استهدفت "القسام" دبابتي "ميركافا" شرقي دير البلح وسط قطاع غزة، باستخدام قذيفتي "الياسين 105"، وفق بيان نشرته عبر "تلغرام".
كما أعلنت "القسام" أنها قصفت قوات إسرائيلية متوغلة شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة بقذائف هاون من العيار الثقيل.
"25 ألف فلسطيني يحتاجون إلى علاج خارج القطاع"
قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن عدد المرضى والجرحى الذين هم بحاجة إلى السفر للعلاج خارج القطاع بلغ 25 ألفا.
وأضافت الوزارة أنه منذ احتلال معبر رفح لم يتمكن أي مريض أو جريح من مغادرة القطاع، مشيرة إلى أن استمرار إغلاق المعبر يعرّض حياة آلاف المرضى والجرحى للخطر والموت.
ومنذ 7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حرباً ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 130 ألفا من الضحايا الفلسطينيين بين قتيل ومفقود وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً واسعاً في القطاع.
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة في قطاع غزة بدعم أميركي، منذ 244 يوماً، متجاهلة قرارا لمجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.