"الحرانيون السومريون: في أصول ومعتقدات العشائر الزراعية في الجزيرة والفرات" كتابٌ للباحثَين السوريين خلف علي الخلف وقصي مسلط الهويدي صدر أخيراً عن دار "جدار للثقافة والنشر" في الإسكندرية.
جاء الكتاب في 306 صفحات من القطع الكبير ويتكون من خمسة أبواب رئيسة. يتناول الباب الأول تاريخ الجزيرة ومدنها الأساسية: الرقة، حرّان، الرّها ونصيبين التي شكلت النطاق الجغرافي للبحث. بينما تناول الباب الثاني أصول السكان ومعتقداتهم.
الحرانيون وعلاقتهم بالديانات الوثنية والتوحيدية
أما الباب الثالث فقد تناول "المعضلة الحرّانية" التي شكلت أهم محاور الكتاب.وقُسّم إلى عدد من الفصول التي تبحث في المعتقدات الحرانية وعلاقتها بالصابئة المندائية والحنيفية والأحناف، ويجري بينها وبين هذه المعتقدات دراسات مقارنة. كما يبحث في علاقة بولس الرسول بالحرانيين، وعلاقة المعتقدات الحرّانية بالفلسفة اليونانية.
ويحاول الباحثان في هذا الباب أيضاً تقصي مصادر المعتقدات الحرّانية ويبحثان في تاريخ "الإله سين" إله القمر الحرّاني الذي كانت حرّان عاصمته المقدسة، وخلال تقصي المدونات الموثوقة عن المعتقدات الحرّانية يتوقف الباحثان عند كتاب "الفلاحة النبطية" الذي ترجمه ابن وحشية وما زال مثارا للجدل بين الباحثين حول العالم، فالكتاب بالرغم من تناوله الفلاحة وشؤونها إلا أنه يقدم معلومات موثقة عن العقائد الحرانية، ويتتبعان العقائد الحرّانية في المصادر العربية والسريانية ويحاول رسم مسار تاريخي لها.
بين الحرانيين و"الشوايا"
في الباب الرابع الذي جاء بعنوان "في مآل الحرّانيين إلى الشوايا" يبحث الكتاب في نعت الشوايا الذي يطلق تحقيراً على العشائر الزراعية في الجزيرة والفرات، في القواميس العربية والسريانية ويتتبع جذوره. كما يبحث في روايات هذه العشائر عن أنسابها، كما في المصادر التاريخية. ويورد فصلا بحثياً عن الفترة التي تحول فيها الحرانيون "النبط" ذوو الأصول غير العربية وغير المسلمين إلى "الشوايا" الذين ينسبون أنفسهم لعرب اليمن. كما يبحث في الفترة التي انتسبت فيها هذه العشائر للإسلام والتي يقدر الباحثان بأنها تعود للفترة بين غزو التتار للجزيرة وقيام الإمبراطورية العثمانية. ويختم الكتاب أبوابه بباب يبحث في الأصول السومرية للحرانيين قبل أن يقدم خلاصة البحث.
خلاصة بحث الكتاب
وبحسب الملخص الذي قدمته دار النشر، فإن الكتاب يشكِّل رحلة تاريخية في معتقدات وأصول سكان "الجزيرة" و "حوض الفرات"، تعود إلى فجر السلالات السومرية، من خلال تقصّي آثار الحرّانيين ومعتقداتهم، وعلاقتهم بالجماعات الدينية والأقوام المجاورة لها. ويعتبر البحث في "المعتقدات الحرّانية" من أكثر القضايا إثارة للجدل في الدراسات الدينية الشرقية، حتى اليوم، فيما إذا كانوا ’صابئة‘ أو ’أحنافًا‘ أو ’وثنيين‘ يعبدون الكواكب والنجوم، أم يتبعون ديانات "سريّة" أخرى.