قُتل مواطن سوري يحمل الجنسية الأميركية في سجون النظام السوري، بعد نحو ثلاثة أعوام من اعتقاله من منزله في محافظة السويداء، وذلك في أثناء زيارته إلى سوريا لقضاء إجازة الصيف.
ونقلت شبكة "السويداء 24" المحلية، عن مصدر في عائلة المتني قوله إن العائلة تلقت معلومات مؤكدة تفيد بمقتل جمال شاهين المتني في سجون النظام.
وأشار المصدر إلى أن العائلة ستقيم يوم غد الخميس صلاة الغائب على فقيدها في ساحة سمارة في مدينة السويداء، لكون النظام السوري لم يسلمها جثته.
من هو جمال شاهين المتني؟
والمتني رجل سبعيني يقيم منذ فترة طويلة في الولايات المتحدة، وتعرض للاعتقال في 5 تموز 2021 بعد نزوله إلى سوريا لقضاء إجازة الصيف، حيث اقتحم مسلحون منزله الكائن مقابل دائرة الجيولوجيا على طريق الثعلة، في مدينة السويداء، واعتدوا عليه بالضرب ومن ثم قاموا باعتقاله.
ووقتئذ، ذكرت شبكة "السويداء 24" أن الجهة التي خطفت المتني هي المخابرات العسكرية التابعة للنظام، مشيرة إلى أنه جرى نقله إلى الشعبة في دمشق بشكل فوري.
وبعد نحو عام علمت الأسرة أن النظام نقل المتني إلى سجن صيدنايا بتهمة تمويل الإرهاب، وبحسب المصدر فقد انقطعت المعلومات عنه منذ ذلك الوقت.
وقال أحد أبناء الضحية المقيمين في الولايات المتحدة، إن والده لم يتدخل في السياسة على الإطلاق، مؤكداً أن العائلة تواصلت مع الخارجية الأميركية، كون والده يحمل الجنسية الأميركية، لكنها لم تقدم لهم أي رد إيجابي، وأبلغتها أنه لا يوجد في الوقت الحالي علاقات مع النظام السوري.
الضحية الثانية خلال شهر أيار
تعتبر هذه الحالة هي الثانية التي يتم الكشف عنها خلال شهر أيار، حيث كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، في 18 الشهر الجاري، عن مقتل المواطن الأميركي والناشط الإنساني "مجد كم الماز" داخل سجون النظام السوري.
وقالت الصحيفة، إنّه وفي وقت سابق من هذا الشهر، وفي أحد فنادق واشنطن، أخبر مسؤولو الأمن القومي أسرة "مجد"، أن معلومات سرية ذات صدقيّة عالية تشير إلى أنه توفي في المعتقل "محتجز في أحد أسوأ أنظمة السجون في العالم".
ورأت الصحيفة أن تأكيد وفاة كم الماز، يسلط الضوء على الاعتقال الوحشي والتعذيب في السجون السرية بسوريا، والتي ازدهرت في عهد بشار الأسد، علماً أن حكومة النظام تنفي أنها تستخدم التعذيب وغيره من الانتهاكات لإسكات المعارضة.
ومجد كم الماز هو طبيب نفسي ولد في سوريا ثم هاجر إلى الولايات المتحدة طفلاً، وكان يبلغ من العمر 59 عاماً عندما اختفى في سوريا في منتصف شهر شباط 2017، حيث ذهب لزيارة أحد أقاربه المصابين بالسرطان، واختفى بعد أن اتصل بزوجته ليخبرها بوصلوه.
الجدير بالذكر أن الإدارة الأميركية لم تبد أي ردة فعل على مقتل كم ألماز، رغم مطالبة أعضاء مجلس النواب بالتحرك ومحاسبة النظام السوري على هذه الجريمة.