هرع متطوعون سوريون، أمس الخميس، إلى بلدات غمرتها أقوى فيضانات تشهدها ألمانيا منذ 60 عاماً، لإزالة آثار الكارثة وتجديد المنازل، معتمدين على خبرتهم في التعامل مع الكوارث في سوريا لمساعدة الدولة التي تستضيفهم.
وكانت ألمانيا، التي فقدت 180 من مواطنيها في الفيضانات هذا الشهر، قد فتحت حدودها عام 2015 أمام أكثر من مليون طالب لجوء أغلبهم من السوريين الذين فروا من الحرب التي يشنها نظام الأسد على قطاعات واسعة من الشعب.
ونقلت وكالة "رويترز" عن أنس العقاد، مساعد منسق جهود المتطوعين السوريين في ألمانيا أن كارثة الفيضانات "ذكرته بوطنه الذي غادره كثيرون".
وقال العقاد وهو يساعد في الجهود في منطقة أرفايلر، إن "ما عرفناه عن ألمانيا أنها منظمة جداً وجميلة جدا ومليئة بالمساحات الخضراء. ولكن هنا في وسط الكارثة شعرنا وكأننا عدنا إلى سوريا".
وذكرت المجموعة أن مئات المتطوعين هرعوا إلى المناطق المنكوبة في غرب ألمانيا للمساعدة.
وقال مؤيد المقيم في أرفايلر إن شقته دمرتها الفيضانات، مضيفاً: "نشعر كما يشعر جيراننا. عرفنا هذه المشاعر من قبل والآن نمر بها مرة أخرى، لكن في نهاية الأمر نحن هنا لنساعد ولنعمل يدا بيد مع الألمان لإصلاح كل شيء."
ووفقاً للوكالة، شعر سكان أرفايلر بالامتنان لتلك الأعمال التطوعية الكبيرة التي يقوم بها اللاجئون السوريون.
وقالت إحدى سكان المدينة، إلكه تيربورتن، "إنهم سريعون في أعمالهم ومجتهدون في العمل ولديهم الكثير من الأفكار عن التجديد، هذا رائع".
ويشكل المهاجرون واللاجئون المنحدرون من مناطق الأزمات في الشرق الأوسط وأفريقيا الآن نحو 17 في المئة من جميع الأجانب الذين يعيشون حالياً في ألمانيا. ويعد اللاجئون من سوريا ثالث أكبر مجموعة من أصل أجنبي إذ يبلغ عددهم نحو 790 ألفاً.