أعلن الجيش الوطني السوري عن رفع الجاهزية العسكرية استعداداً للمشاركة إلى جانب الجيش التركي في عملية محتملة ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بريف حلب.
وأشار الفيلق الثالث و"غرفة القيادة الموحدة - عزم" في الجيش الوطني، إلى مواصلة الاستعدادات العسكرية تحضيراً للعملية ضد "قسد"، وذلك بعد أيام من تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزم بلاده على البدء بعمل عسكري لاستكمال إنشاء المنطقة الآمنة على عمق 30 كيلومتراً شمالي سوريا، انطلاقاً من مدينة منبج شرقي حلب وبلدة تل رفعت شمالاً.
وقال أردوغان إن بلاده بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة في قرارها المتعلّق بإنشاء المنطقة، وستعمل على "تطهير" المنطقتين المذكورتين ممن وصفهم بـ"الإرهابيين".
ومن المتوقع أن تشمل العملية التركية عدة مواقع ذات أولوية كبيرة وتنطلق منها هجمات تسبّبت، خلال الأشهر الماضية، بمقتل وإصابة العديد من جنود الجيش التركي، مثل تل رفعت ومنبج.
استعراض عسكري ورفع جاهزية
أجرى الفيلق الثالث في الجيش الوطني، اليوم الخميس، استعراضاً عسكرياً في مدينة اعزاز وريفها شمالي حلب، بمشاركة عشرات الآليات العسكرية ومئات المقاتلين، في سياق إبداء الجاهزية للعملية المرتقبة.
وأفاد مدير المكتب الإعلامي في الفيلق سراج الدين العمر، بأن الهدف من العرض العسكري، إظهار مدى جاهزية قوات الفيلق للمشاركة في المعارك المقبلة ضد "قسد" في ريف حلب.
وقال "العمر" لـ موقع تلفزيون سوريا إن الجاهزية عالية لدى كل القوات المنضوية ضمن الفيلق الثالث للمشاركة في هذه المعارك، موضحاً أن الجميع على أهبة الاستعداد وبانتظار أمر من قيادة العمليات العسكرية للبدء في العملية.
ووفقاً لـ"العمر" فإن موعد العملية التركية بمشاركة الجيش الوطني غير معلوم حتى الآن، لكن المعطيات العسكرية على أرض الواقع تشير إلى أن المعركة ستنطلق خلال وقت قريب.
وقبل أيام أجرى الجيش الوطني السوري مناورات عسكرية، في منطقة عملية "درع الفرات" بريف حلب، بحضور وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة ورئيس الأركان في الجيش الوطني ونائب القائد العام لـ"هيئة ثائرون للتحرير".
ونشرت معرّفات "هيئة ثائرون للتحرير" في الجيش الوطني، صوراً للمئات من مقاتليها، وقالت إنها لـ"جانب من المناورات العسكرية بالذخيرة الحية وإتمام الاستعدادات العسكرية الكاملة للمعركة المرتقبة".
وجرت المناورات بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وكانت بحسب مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا "محاكاة لأرض الواقع والمعركة والاستعدادات العسكرية".
وأظهرت الصور مئات المقاتلين بمشاركة قيادات من "هيئة ثائرون" بينهم نائب القائد العام سيف بولاد (سيف أبو بكر)، والذي تحدّث عن ضرورة المشاركة في المعركة إلى جانب الجيش التركي، وإعادة الأهالي إلى "المنطقة الآمنة".
وأضاف "سيف أبو بكر" عبر تغريدة على حسابه في "تويتر": "توكلنا على الله ناصر المظلومين ورفعنا جاهزيتنا واختبرنا قدراتنا وأعددنا العدة بانتظار ساعة الصفر لخوض معارك التحرير التي ستطهر مُدننا المحتلة من إرهاب وإجرام تنظيم PYD/ PKK لنعيد أهلنا المهجرين لمدنهم سالمين آمنين".
العملية العسكرية التركية المرتقبة شمالي سوريا
وأكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل أيام، عزم بلاده على البدء بعمل عسكري لاستكمال إنشاء المنطقة الآمنة على عمق 30 كيلومتراً شمالي سوريا، انطلاقاً من تل رفعت ومنبج.
ومطلع الأسبوع الجاري، أعلن أردوغان مواصلة بلاده التحضير لاستكمال إنشاء المنطقة الآمنة في شمالي سوريا، حيث قال خلال كلمة ألقاها في اجتماع تشاوري "لحزب العدالة والتنمية" بالعاصمة أنقرة، إن تركيا "تواصل بعناية الأعمال المتعلقة باستكمال الخط الأمني على حدودها الجنوبية عبر عمليات جديدة".
واعتبر الرئيس التركي أن المنطقة الممتدة بعمق 30 كيلومتراً بموازاة حدود بلاده داخل الأراضي السورية هي "منطقتنا الأمنية ولا نريد أن يزعجنا أحد هناك، ونقوم بخطوات في هذا الخصوص".