نفى المتحدث باسم "الجيش الوطني السوري" صحة ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي حول تجنيد أطفال وقاصرين بصفوف قواته في شمال غربي سوريا.
وقال الناطق باسم "الجيش الوطني"، الرائد يوسف حمود، إن الجيش "لديه آلية لانضمام العناصر، تمنع وجود أي شخص قاصر يقل عمره عن 18 عاماً"، مؤكدا على أن "جميع الفيالق والفرق ملتزمة بتعليمات قيادة الجيش"، وفق ما نقل عنه موقع "عربي21".
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي وثائق وطلبات انتساب، تُظهر بيانات عن تجنيد أطفال قاصرين دون سن 18 عاماً ضمن فصيل "الجبهة الشامية"، المنضوي في "الجيش الوطني"، في مدينتي عفرين واعزاز بريف حلب.
وأوضح حمود أن "عدد الراغبين في الانضمام إلى تشكيلات الجيش الوطني كبير جداً"، مشيراً إلى أن "الخطة الاستيعابية للجيش غير قادرة على تجنيد الراغبين بالانضمام كافة".
وأكد على أن "الجيش الوطني، منذ بداية تشكيله، أعطى أوامر وتعليمات بمنع تجنيد القاصرين"، مضيفاً أن "وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة لاقت استجابة بشكل كبير من الفصائل".
وشدد المتحدث باسم "الجيش الوطني" على أنه لن يتم فرض التجنيد الإجباري في مناطق شمال غربي سوريا، كما يحصل في مناطق سيطرة النظام السوري، ومناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية"، المسيطرة على مناطق شمال شرقي سوريا.
تقرير حقوقي: جميع الفصائل شاركت في تجنيد الأطفال
وفي تشرين الثاني الماضي، أصدرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" تقريراً خاصاً وثّقت فيه الانتهاكات بحق الأطفال في سوريا، قالت فيه إن جميع الفصائل العسكرية التي وُجدت على الأراضي السورية شاركت في عمليات تجنيد الأطفال، وبشكل خاص قوات النظام والميليشيات الإيرانية، وقوات "سوريا الديمقراطية".
وأوضح التقرير أن "قوات النظام استخدمت الأطفال ضمن عمليات التجنيد، كما سهل النظام عمليات تجنيد الأطفال في صفوف الميليشيات الأجنبية، ولم يقم بأي تحقيقات أو مساءلة عنها".
وتقدّر الشبكة وجود ما لا يقل عن 1374 طفلاً مجنداً حالياً ضمن قوات نظام الأسد، إضافة إلى ما لا يقل عن 78 طفلاً تم تجنيدهم ضمن ميليشيات إيرانية أو مدعومة من إيران، فيما تسببت عمليات التجنيد بمقتل ما لا يقل عن 62 طفلاً جندتهم قوات النظام، ونحو 23 طفلاً تم تجنيدهم ضمن ميليشيات إيرانية أو مدعومة من إيران.
وأكدت أن "قوات سوريا الديمقراطية" تستخدم الأطفال في عمليات التجنيد القسري على نطاق واسع في شمال شرقي سوريا، حيث وثقت الشبكة ما لا يقل عن 136 حالة تجنيد لأطفال قامت بها "قسد"، قُتل قرابة 29 طفلاً منهم في ميادين القتال.
وأشار التقرير إلى أن "هيئة تحرير الشام، أنشأت معسكرات تدريب خاصة بالأطفال، وألحقتهم بدورات شرعية، للتأثير على معتقداتهم، وتوجيههم لحمل السلاح والقتال، في محاكاة لنهج تنظيم الدولة".
ووفق تقرير الشبكة فإن فصائل المعارضة المسلحة جندت الأطفال ضمن صفوف قواتها، مستغلة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها الطفل، مشيرة إلى أن 9 أطفال قتلوا خلال مشاركتهم في ميادين القتال إلى جانب الفصائل المسلحة، خلال السنوات الماضية.