أمهل الجيش اللبناني اللاجئين السوريين المقيمين في المخيمات المشيدة من الإسمنت في بلدة عرسال اللبنانية، حتى العاشر من شهر حزيران القادم لهدمها، ما تسبب بحالة من الإرباك في أوساط اللاجئين.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر في قيادة الجيش اللبناني قولهم إن القرار حاسم لأسباب عدة، أهمها أن الخيم الإسمنتية مخالفة للقانون، كما أنها تشكل خطراً أمنياً، مشيرة كذلك إلى أن القرار يشمل هدم كل الخيم غير المأهولة.
وأفاد مصدر خاص لتلفزيون سوريا أن القرار صدر عن المجلس الأعلى للدفاع اللبناني منذ ما يقارب 25 يوماً، ويتضمن إزالة كل المواد الإسمنتية وخاصة البلوك (الخفان) من الخيم، وذلك لمخالفته للقانون اللبناني، ولأجل الحفاظ على الأمن والخطة الأمنية في لبنان، لكن لا يوجد قرار خطي بالموضوع حتى الآن.
وأضاف المصدر أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية بالإضافة إلى وزارة الداخلية والبلديات، تتبنى موضوع إزالة المخالفات وخيم البلوك لزيادة الضغط على السوريين.
وأشارَ المصدر إلى أن رؤساء المخيمات اجتمعوا قبل 20 يوماً مع العميد قائد الفوج التاسع للجيش اللبناني والمسؤول عن منطقة عرسال، وسمح العميد في كل خيمة ببناء خمس بلوكات فوق بعضهم أي ما يصل لمتر ونصف بعدما شرحوا له أن سرعة الرياح تصل في عرسال إلى 110 كم في الساعة، مما يؤدي إلى اقتلاع الخيم.
كما سمح العميد بالتقطيعات الداخلية في الخيم بين الحمام والمطبخ ودورات المياه فقط.
أما المشكلة الثانية التي تواجه المخيمات فهي ملكية الأراضي التي تقام عليها المخيمات، حيث أبلغت مفوضية اللاجئين وجمعيات تعنى بحماية اللاجئين بعض رؤساء المخيمات بأن الأراضي هي أراضي لبنانية، والدولة اللبنانية هي حرة التصرف.
وشدد المصدر على أن هناك مخيمات مهددة بالإزالة بشكل كامل مثل أبناء الشهداء ومخيم الفلاطنة الأول والثاني، بالمقابل هناك مخيمات حلت مشكلتها كمخيم أبناء الشهداء والذي يحتوي على ٢٢٠ غرفة لأن من قام ببنائها الوقف الإسلامي وملكيتها تعود للأوقاف الإسلامية.
وقال المصدر إن اجتماعاً سيعقد غداً بين مجلس الدفاع الأعلى وممثلين عن وزارة الداخلية، وممثلين عن الأمم المتحدة، ورؤساء المخيمات السورية الموجودة في عرسال لوضع آلية تنفيذ القرار.
وبحسب الإحصائيات يوجد حوالي 63500 لاجئ سوري في عرسال، يتوزعون على حوالي 130 مخيما، ومن المنتظر أن يتم هدم 1400 خيمة، في حال فشل اجتماع الغد.